responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : بحوث في شرح مناسك الحج المؤلف : الشيخ أمجد رياض والشيخ نزار يوسف    الجزء : 1  صفحة : 32

حج بعض العرب الذين بقوا على دين إبراهيم 7 ، ولما أشركوا وفسدوا أدخلوا كثيراً من الأمور في حجهم [1] . وأما أصحاب الديانات الإلهية الأخرى فلم يكن عندهم حج إلى البيت الحرام.

بقي الإيعاز إلى أمر، وهو أن مقتضى النصوص الواردة عندنا أن الحج إلى البيت الحرام كان مما شرعه الله عز وجل من ابتداء خلق آدم، ولم يرد عندنا دليل على تشريع الحج إلى أي مكان آخر في شيء من الديانات السابقة.

ومن هنا فمن المستغرب جداً ما ذكره بعضهم [2] من: (أن الله قد شرع الحج في القديم بالناس في أماكن وبقع اختارها لهم قبل أن يقيم بيته المحرم للناس كافة. وهذا لا يمنع أبداً أن الله قد ألغى ونسخ الحج إلى هذه البقاع كلها بعد أن رفع إبراهيم وإسماعيل قواعد هذا البيت، وألزم الله الناس جميعاً على لسان إبراهيم الحج إلى هذا البيت وحده، فأصبحت هذه العبادة مقصورة على الكعبة وحدها قال الله تعالى: ((لِكُلِّ أُمَّةٍ جَعَلْنَا مَنْسَكاً هُمْ نَاسِكُوهُ)) ).

فهذا الكلام مما ليس له أساس صحيح، ولا يوجد ــ حسب ما اطلعت عليه من كتب التراث ــ دليل واحد على أن الله سبحانه وتعالى قد شرع الحج إلى مكان آخر في الأمم السابقة.

وأما الآية الكريمة المذكورة فلا علاقة لها بما ذكر، فإن في تفسير كلمة (منسك) كلاماً، وقد رجّح جمع ــ منهم السيد الطباطبائي (طاب ثراه) [3] ــ أن تكون مصدراً ميمياً لا اسم مكان، فيكون معناها الذبائح التي كانت تقدم على سبيل العبادة، ولا صلة لها بما توهمه هذا الكاتب.


[1] راجع للتفصيل المفصل في تاريخ العرب قبل الإسلام ج:6 ص:347 وما بعدها.

[2] محمد حامد الفقي في تعليقته على دائرة المعارف الإسلامية ج:7 ص:307.

[3] الميزان في تفسير القرآن ج:14 ص:405.

اسم الکتاب : بحوث في شرح مناسك الحج المؤلف : الشيخ أمجد رياض والشيخ نزار يوسف    الجزء : 1  صفحة : 32
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست