responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : بحوث في شرح مناسك الحج المؤلف : الشيخ أمجد رياض والشيخ نزار يوسف    الجزء : 1  صفحة : 22

أنه يعتبر خصوصية في القصد، كالتكرار أو الاستقامة، أو يعتبر خصوصية في المقصود كأن يكون معظماً أو محترماً أو شيئاً من هذا القبيل، أو كلتا الخصوصيتين.

والاتجاه السائد لدى كثير من علماء اللغة في مثل ذلك هو تبني كون المعنى العام هو المعنى الأصلي، والمعاني الخاصة مستجدة ومتفرعة عليه، فالمعنى الأصلي يستعمل في الموارد الخاصة، وبكثرة الاستعمال يصبح حقيقة فيه.

ولكن ليس الأمر كذلك في كثير من الموارد، بل قد يكون الأمر معكوساً، فإنه كثيراً ما يكون المعنى الخاص هو المعنى الأصلي، ثم يجرد عن الخصوصية، ويستعمل في المعنى العام، ومن ثم يصبح حقيقة فيه.

ومن موارد ذلك ما لاحظته في كلمة (الاستظلال) حيث إنه في أصل اللغة بمعنى التستر بالظل، وهو معنى خاص. ولكن شاع بعد ذلك استعماله في ما هو أوسع، فاستعمل في التستر حتى من المطر ونحو ذلك [1] .

وعليه لو ثبت أن لفظ الحج استعمل بلا عناية في مطلق القصد من دون اعتبار أي خصوصية فلا يقتضي هذا أن يكون هو المعنى الأصلي له، فربما يكون القصد الخاص هو المعنى الأصلي، وجرد بعد ذلك عن الخصوصية فصار يستخدم في المعنى العام. فلا بد من ملاحظة الخصوصيات والملابسات والرجوع إلى الحس اللغوي في تشخيص المعنى الأصلي.

والذي يبدو لي أن استعمال الحج في مطلق القصد لا يكون بلا عناية، ويشهد لذلك الحس اللغوي. ومجرد وجود بعض موارد الاستعمال في المعنى العام مما استشهد به ابن السكيت وغيره لا يكفي دليلاً على مجيء الحج بمعنى مطلق القصد.

والأقرب في النظر أيضاً أن الخصوصية المعتبرة في مفهوم الحج هو ما ذكره بعضهم من كون المقصود معظماً، وأما تكرر القصد أو سائر ما ذكر من الخصوصيات فيبدو لي أنه لا دور لها في صدق مفهوم الحج، فلا يصدق (الحج)


[1] لاحظ بحوث فقهية ص:450.

اسم الکتاب : بحوث في شرح مناسك الحج المؤلف : الشيخ أمجد رياض والشيخ نزار يوسف    الجزء : 1  صفحة : 22
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست