responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : بحوث فقهية المؤلف : السيد محمد رضا السيستاني    الجزء : 1  صفحة : 98

وقبل الدخول في البحث ينبغي تقديم أُمور:

1 ـ لمحة من تاريخ صناعة الحديد:

يُعتبر الحديد من أهم المعادن التي أنعم الله تبارك وتعالى بها على الإنسان لما يتمتّع به من خواص مميّزة كالقوة والمتانة والقابلية للتشكيل وغير ذلك، وعلى الرغم من وجود خاماته منتشرة بوفرة في الطبيعة منذ القِدم إلا أن الإنسان لم يتمكّن من استخدامه إلا بعد زمن طويل من العصر البرونزي الذي استعمل فيه النحاس وسبيكته البرونز التي سُمّي العصر باسمها، ويرجع تاريخ استخلاص الحديد من خاماته إلى الألف الرابع قبل الميلاد ولكن لم تكن طرق استحصاله فنيّة بل تقوم على أساس من التجارب غير المتكاملة.

وقد ذُكر في بعض المصادر أن أكسيد الحديد يُختزل إلى حديد فلزي باستخدام الكربون عند درجة حرارة (800م) ويُسمّى في هذه الحالة بالحديد الاسفنجي، ومن المؤكّد أن الحديد الذي كان يُنتج إبّان عصور الحضارات القديمة كان من هذا النوع لعجز أصحاب هذه الحضارات عن بلوغ درجات حرارة كافية لصهر الحديد (1539م)، وبطرق هذا الحديد الاسفنجي وهو ساخن حتى درجة حرارة الاحمرار يمكن التخلّص من الخبث فيتخلّف ما يشبه الحديد المطاوع.

وقد مرّت بعد ذلك أدوار عُدّن فيها الحديد بطرق أُخرى، فقد كانت تُمزج خاماته مع فحم الخشب وتوضع في أتون من الطين ويُسخّن بشدّة مع إمرار تيار من الهواء، فينصهر الحديد وتُجمع الكتل المنصهرة ويُعاد صهرها مرّة أُخرى أو أكثر حتى يصبح نقياً حسب العرف القديم.

ومما يتعلّق من ذلك بالحضارة العربية الإسلامية ما حكاه الأستاذ جواد علي عن بعض الباحثين حيث قال في معرض حديثه عن جبل (تهلل) بجدار السودة في عسير الذي كان فيه معدن للحديد: أنه قد عُثر فيها على آثار عشرات النقر لإذابة المعادن وقد كانوا يضعون خام الحديد المستخرج

اسم الکتاب : بحوث فقهية المؤلف : السيد محمد رضا السيستاني    الجزء : 1  صفحة : 98
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست