responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : البرصان و العرجان و العميان و الحولان المؤلف : عمرو بن بحر الجاحظ    الجزء : 1  صفحة : 151

و منهم:

الأبرص أبو حارث بن الأبرص‌[1]

و الحارث الذي يقول:

أتعجب من شواري بنت عمرو # و ما أنا في تآسيهم بغمر[2]

[1]الأبرص. والد الحارث بن الأبرص بن ربيعة بن عامر بن عقيل، من رؤساء بني عامر.

و كان يوم جبلة من أعنف أيام العرب و أشدها، و كان لبني عامر على تميم، فلما تحققت الهزيمة خرجت بنو عامر و حلفاؤها في آثار القوم يقتلون و يأسرون و يسبون، و انطلق قيس بن المنتفق ابن عامر بن عقيل-و هو ابن عم الحارث بن الأبرص-ليأسر عمرو بن عمرو بن عدس قائد تميم، فأسره، و حينئذ أقبل الحارث بن الأبرص و رآه عمرو مقبلا فقال لقيس آسره: إن أدركني الحارث قتلني و بذلك يفوتك ما تلتمس عندي من فداء، فهل أنت محسن إلىّ و إلى نفسك تجزّ ناصيتي و تجعلها في كنانتك، و لك العهد لأفينّ لك. ففعل و أطلقه و أدركهما الحارث و هو ينادي قيسا: اقتل اقتل!و لا من مجيب. و انطلق قائد تميم إلى قومه فلما كان في الشهر الحرام خرج قيس بن المنتفق إلى عمرو يستنجزه الوعد؛ و تبعه الحارث أيضا فلما قدما على عمرو أمر عمرو ابنة أخته أمية بنت زيد بن عمرو فقال: اضربي على قيس الذي أنعم على عمّك هذه القبة، و قد كان الحارث قتل أباها زيدا يوم جبلة. فنظرت الفتاة فرأت الحارث أحياهما و أجملهما، فظنته قيسا فضربت عليه القبة و هي تقول: هذا و اللّه رجل لم يطّلع عليه الدهر بمثل ما اطّلع به علي؛ فلما رجعت إلى عمها عمرو قال: يا ابنة أخي، على من ضربت القبة؟فنعتت له نعت الحارث فقال: ضربتها و اللّه علي رجل قتل أباك و أمر بقتل عمّك؟فجزعت مما قال لها عمها. ثم إن عمرا قال: يا حار، ما الذي جاء بك؟فو اللّه مالك عندي نعمة، و لقد كنت سيّئ الرأي فيّ، و قتلت أخي، و أمرت بقتلي: فقال الحارث: بل كففت، و لو شئت إذ أدركتك لقتلتك. قال: مالك عندي من يد!ثم تذمّم فيه فأعطاه مائة من الإبل، ثم انطلق الحارث و ذهب، فلما جاء قيس عمرا أعطاه إبلا كثيرة، فخرج بها، ثم تنازع الأخوان و همّ أحدهما بالآخر، و استولى الحارث علي ما كان مع أخيه، ثم تصالحا و ردّ الحارث ما اغتصبه من أخيه.

الأغاني 10: 41-42، و النقائض 409، 671-672.

[2]الشوار، بالفتح: الهيئة. و كان الحارث فيما ذكروا دميما سيّئ المنظر. و في الأصل: «العجب من سراري» ، و الوجه ما أثبت. و في النقائض 409: «تعجّب من شواري» . و أم عمرو، لعله كنية أمية بنت زيد بن عمرو السالفة الذكر. و في النقائض: «بنت عمرو» فيكون قد نسبها إلى جدها. و التآسي: التعامل بالعدل و السوية. و الغمر، بالضم: الذي لم يجرب الأمور. و في النقائض: «في تأسينا» . و أول هذه الأبيات في النقائض 672، و الأغاني

اسم الکتاب : البرصان و العرجان و العميان و الحولان المؤلف : عمرو بن بحر الجاحظ    الجزء : 1  صفحة : 151
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست