اسم الکتاب : الاستنساخ بين التقنية والتشريع المؤلف : السيد علي السبزواري الجزء : 1 صفحة : 115
المشكلة الجينيّة و الجواب عنها
تختلف المشكلة الجينيّة عن مثيلاتها من المشاكل في أنّها موانع تقع أمام عملية الاستنساخ، فإذا ثبتت مشروعيته، فلم يبق إلّا إزالة تلك الموانع، فإذا تمّ بفضل جهود العلماء و الكشوفات الحديثة، فتنتج هذه العملية ثمراتها، لوجود المقتضي و عدم المانع كما في سائر العلل الماديّة، و قد ابتليت الاكتشافات العلميّة بمثل تلك الموانع، و قد أزيلت بفضل الجهود الجبّارة التي بذلت في هذا السبيل، كما ارتفعت العقبات التي كانت تحول دون وقوعها في الخارج.
و المشاكل الجينيّة لا ترجع إلى سلب الاقتضاء عن هذه العملية العتيدة، فندع مشكلة توفّر المواد الغذائيّة في المستودع الغذائيّ- البويضة- إلى جهد العلماء في رفعها بالطرق العلميّة الحديثة المناسبة.
كما أنّ عمر الخلية التي يستنسخ منها، فإنّه لا يكون مشكلة تقف أمام التقدّم التقني الهائل في هذا المضمار، و ربّما يتغلّب العلماء عليها، و قد تؤدّي الأبحاث الجارية على الخلايا- و بالخصوص الجينات الوراثيّة- إلى التغلّب على الشيخوخة في الإنسان، و ليس عمر الخلية حسب.
و بالجملة: أنّ الاستنساخ إذا تمّ اقتضاؤه فلا تبقى مشكلة إلّا إزالة الموانع و العقبات، فإذا تحقّق ذلك، فلا بدّ أن يحصل المقصود من هذه العملية، و إلّا فلا يتحقّق، و لا تصل النوبة إلى المشروعيّة و عدمها.
و حينئذ تقع هذه المهمّة على العلماء و الباحثين في التقنية الوراثيّة، فإذا أمكنهم رفع الموانع و العقبات، كما أزيلت عوائق كثيرة التي لو لا جهودهم لما وصل الاستنساخ إلى الحدّ الذي وصل إليه الآن.
اسم الکتاب : الاستنساخ بين التقنية والتشريع المؤلف : السيد علي السبزواري الجزء : 1 صفحة : 115