responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الاجتهاد و التقليد و سلطات الفقيه و صلاحياته المؤلف : الشيخ محمد مهدي الآصفي    الجزء : 1  صفحة : 157

الأرض، و أن تنشر النور و الوعي في كل مكان، لو لا أن كانت دولة تسندها.

و قد كان من ضمن المخطط الكبير، أن يسبق الدعوة وجود الدولة، و أن يسبق هذه الدولة تغيير نفسي عميق للناس، و بناء للشخصية الإسلامية، على اسس عقائدية متينة، لتكون الدولة دولة عقائدية هادفة، ذات رسالة إلهية في تاريخ هذا الإنسان.

فلو لا الدعوة لم تكن الدولة التي أقامها هذا الدين قادرة على تحقيق رسالة اللّه على وجه الأرض، و لم تكن هذه الدولة ذات رسالة تغييرية في حياة الإنسان، و لم تكن إلّا شيئا من هذه الحكومات التي تتعاقب على الحكم، و لا تترك في الحياة الاجتماعية غير هذا الصخب و الضجيج و العبث بمصالح الناس.

فقد عاشت الدعوة في مكّة ثلاثة عشر عاما من دون دولة، فلم يؤمن بها غير قلّة في مكّة، و عاشت هذه الفترة في أزمة و محنة قاسية. و لم تنتقل الدعوة إلى المدينة، حيث وجدت الفرصة الكفاية لإقامة الدولة، حتى استجابت الجزيرة كلّها للدعوة، و انطلقت رسل الدعوة إلى خارج الجزيرة، و لم يمرّ عليها قرن، حتى انفتحت للدعوة أقطار واسعة في آسيا و إفريقيّة و أوروبا أيضا.

و ليس ذلك إلّا لهذا الالتحام الوثيق بين الدعوة و الدولة في الإسلام؛ لأنّ أمر الدولة و الحاكمية من صميم هذا الدين و جوهره، و ليس شيئا طارئا عليه، حصل صدفة في حياة النبي 6 و بعده، دون أن يكون هناك مخطّط واسع لتحقيق هذه الدولة.

اسم الکتاب : الاجتهاد و التقليد و سلطات الفقيه و صلاحياته المؤلف : الشيخ محمد مهدي الآصفي    الجزء : 1  صفحة : 157
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست