responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الاجتهاد و التقليد و سلطات الفقيه و صلاحياته المؤلف : الشيخ محمد مهدي الآصفي    الجزء : 1  صفحة : 151

و كان هذا إعلانا بانتهاء فترة، و بدء مرحلة اخرى من العمل، و إعلانا لطبيعة هذه الدعوة و أصالة الحاكمية فيها و رأيها في الحكم، و أنّ وَ مَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمٰا أَنْزَلَ اللّٰهُ فَأُولٰئِكَ هُمُ الْكٰافِرُونَ.

و قد كان هذا المعنى واضحا للمسلمين من المهاجرين و الأنصار، الذين أقاموا هذا المجتمع، فلم يستغرب أحد منهم أن يقيم النبي 6 دولة، و أن يتولّى في هذا المجتمع شئون الحكم و الإدارة و السياسة و الحرب.

و كان واضحا لغير المسلمين أيضا. فقد عرفوا من طبيعة هذه الرسالة، أنّها رسالة حاكمة، و أنّ النبي 6 إذا ما تحوّل إلى المدينة فسيدخلها حاكما، و يتسلّم فيها زمام الحكم و الإدارة و الحرب و السلم و المال.

الموقف الجديد:

و قد تغيّر شي‌ء كثير من موقف هذا الدين تجاه اعدائه و مناوئيه. فبينما كان الموقف في مكّة يتّسم بكثير من اللّين و المرونة من جانب المسلمين، تحوّل الموقف في المدينة إلى موقف القوّة و ردّ العنف بالعنف و الاعتداء بمثله، و كان من الطبيعي جدّا، أن ينطوي التخطيط النبوي على هذا التفكيك في المرحلة، من حيث موقف المسلمين إزاء أعدائهم و مناوئيهم. فقد كان المسلمون في مكّة ضعفاء و لا يقوون على مواجهة الاعتداء بمثله. و أيّ عنف في المواجهة من جانب المسلمين، كان يؤدّي إلى احتدام الصراع بين الرسالة الجديدة و الجاهلية الحاقدة، و إلى القضاء على الطليعة المؤمنة التي كانت تحمل مسئولية الرسالة في تلك المرحلة من حياة النبي 6.

و حينما تحوّل المسلمون إلى المدينة، تغيّر الوضع و أصبح المسلمون‌

اسم الکتاب : الاجتهاد و التقليد و سلطات الفقيه و صلاحياته المؤلف : الشيخ محمد مهدي الآصفي    الجزء : 1  صفحة : 151
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست