اسم الکتاب : الإمام الصادق عليه السلام المؤلف : الشيخ محمد حسين المظفر الجزء : 1 صفحة : 44
و أما فرق الشيعة فهي كثيرة، و قد أنهتها بعض كتب الملل و النحل إلى أكثر ممّا نعرفه عنها، فذكرت فرقا كثيرة، و رجالا تنسب الفرق إليهم، أمثال الهشاميّة نسبة إلى هشام بن الحكم، و الزراريّة نسبة إلى زرارة بن أعين، و الشيطانيّة نسبة إلى مؤمن الطاق محمّد بن النعمان الأحول، و اليونسيّة نسبة إلى يونس بن عبد الرحمن، إلى غيرها، و الحقّ اننا من أهل البيت و أهل البيت أدرى بما فيه لا نعرف عينا و لا أثرا لهذه الفرق، و لا للبدع التي نسبت لهؤلاء الرجال.
و إنّ من نظر في كتب الحديث و كتب الرجال للشيعة عرف أن هؤلاء من خواصّ الأئمة الذين يعتمدون عليهم و يرجعون الشيعة إليهم، و لو كان لهم آراء و مذاهب لا يرتضيها الأئمة لسخطوا عليهم و أبعدوهم عنهم، و من سبر ما جاء عنهم في الرجال الذين انتحلوا البدع لعلم أن هؤلاء برآء مما نسبوه إليهم، فإنهم برءوا من ابن سبأ و لعنوه و حذّروا من بدعه، و برءوا من المغيرة بن سعيد حين صار يكذب على الباقر 7 و يدّعي الأباطيل، كما برىء الصادق 7 من أبي الخطّاب و جماعته، و من أبي الجارود و كما قالوا في بني فضال: خذوا ما رووا و دعوا ما رأوا، و كما برىء الحجّة المغيب من جماعة خلطوا في الدين و ادّعوا أنهم أبوابه، إلى غير هؤلاء [1] و لو كان مثل هؤلاء الصفوة على مثل تلك الضلالات التي نسبت إليهم لكان نصيبهم من الأئمة نصيب غيرهم من الضالّين البراءة منهم و الذمّ و اللعن لهم.
نعم كانت للشيعة فرق قبل عصر الصادق 7 و بعده و قد ذهبت ذهاب أمس الدابر، و لم يبق منها اليوم شيء معروف إلّا ثلاث فرق:
اهل البيت، و نهاية ابن الأثير في قمح، و الدرّ المنثور للسيوطي في تفسير قوله تعالى: «إن الذين آمنوا و عملوا الصالحات اولئك خير البريّة» إلى نظائرها من الكتب.