responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الإمام الصادق عليه السلام المؤلف : الشيخ محمد حسين المظفر    الجزء : 1  صفحة : 42

اليوم، و لا أن المعتزلة ينتمون إلى أولئك في المذهب.

و المعتزلة افترقت فرقا كثيرة بعد أن اتفقت على الاعتزال، و ليس في يومنا الحاضر أحد معروف النسبة إليه على ما أحسب، و الذي يجمع عقيدة الاعتزال ما نقله صاحب «الفرق بين الفرق» ص 94 عن الكعبي في مقالاته:

إن المعتزلة أجمعت على أن اللّه عزّ و جل شي‌ء لا كالأشياء، و أنه خالق الأجسام و الاعراض، و أنه خلق كلّ ما خلقه من لا شي‌ء، و أن العباد يفعلون أعمالهم بالقدر التي خلقها اللّه سبحانه و تعالى فيهم، قال: و أجمعوا على أن اللّه لا يغفر لمرتكبي الكبائر بلا توبة.

هذا ما حكاه عن الكعبي في القول الجامع في الاعتقاد لفرق المعتزلة، و نكتفي به عن الكلام عمّا يعتقدون، و لسنا بصدد التمحيص لنضع هذا الكلام في ميزان النقد، و نتعرّف صحة ما صوّبه صاحب الفرق نحو هذا الزعم كما دعانا هذا لإغفال ما ينسبه إليهم ابن حزم و الشهرستاني و صاحب الفرق من الأقوال الكثيرة.

ثمّ اننا بعد هذا لا نتبسّط في البحث عن فروع ذلك الأصل، و ما يمتاز به كلّ فرع منها في الاعتقاد فيما يزيد على الجامع، فإن التبسّط خروج عن الخطّة الموسومة، مع اننا لا نأمن من العثار.

و هل القدريّة هم هؤلاء المعتزلة؟ أو هم نفس الأشاعرة؟ ذلك موضع الشكّ، لأنّا إن أردنا من القدريّة من يقول: بأن أفعال العباد مخلوقة لهم و أنها من صنعهم و تقديرهم و إنما خلق اللّه فيهم قوّة و قدرة بها يفعل العباد أعمالهم فهم المعتزلة، على ما نقل عنهم من القول الجامع السابق، و لا يكونون على هذا نفس الأشاعرة، لأن الأشاعرة على العكس من ذلك يرون أن الأفعال كلّها من صنع اللّه تعالى و تقديره دون العبد.

اسم الکتاب : الإمام الصادق عليه السلام المؤلف : الشيخ محمد حسين المظفر    الجزء : 1  صفحة : 42
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست