responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الإمام الصادق عليه السلام المؤلف : الشيخ محمد حسين المظفر    الجزء : 1  صفحة : 24

النفوس في بلادهم، و لكن من الذي يجهر بتلك الأماني و الرعب من الشام آخذ بالقلوب، و كيف ينسى الناس تلك القسوة و السطوة و جندهم أهل الشام و لم يطل العهد على حادثة الطف التي أظهر فيها الأمويّون فنون الارهاب و ضروب اللؤم و الانتقام، و لا على واقعة الحرّة التي أبانوا فيها غرائب الخسّة و الدعارة و الهتك للحرمات و المحارم و السفك للدماء البريئة، و لا على حصار البيت من يزيد مرّة، و من عبد الملك أخرى حتى رمته المجانيق و أضرموا فيه النار فهدموه، و لا على قتل زيد و صلبه و إحراقه، و قتل يحيى و صلبه، و الحوادث المثيرة التي أنزلوها بالناس، من دون أن يجدوا حرمة لحريم و لا رادعا عن محرم، فكأن النفوس و النفائس و الأعراض و العروض لم تكن إلّا طعمة لهم، و منفذا لشهواتهم، فكيف و الحال هذه يجهر ابن حرّة بعداء بني أميّة، أو يتظاهر بالكيد لدولتهم.

نعم لم تأمل الناس من أحد أن ينتزع منهم التيجان، و يسلبهم السلطان غير بني هاشم، لأنهم أرباب ذلك العرش، سواء كانت الخلافة بالنصّ أو القربى أو الفضيلة فصارت الناس تستنهضهم سرّا، و تحثهم على الوثبة همسا.

غير أن في الهاشميّين رجالا كثيرة تصلح للرئاسة، و تقوى على التدبير و السياسة، أ فيثب بهم ربّ الخلافة و ربيب الامامة أبو عبد اللّه جعفر بن محمّد الصادق 8، أم عبد اللّه بن الحسن فاضل بني الحسن و شيخهم أم ابنه محمّد من جمع من المكارم كلّ خلّة، أم أخوه ابراهيم أبي الضيم، أم ابراهيم بن محمّد العبّاسي، أم أخواه السفّاح و المنصور، أرباب الهمم و الشمم، أم عبد اللّه بن معاوية الجعفري الذي أهّلته المفاخر و المكارم لذلك المقام، أم سواهم و هم عدّة كاملة، لو رشّح نفسه كلّ فرد منهم لتلك الزعامة لزانها بجميل خصاله.

اسم الکتاب : الإمام الصادق عليه السلام المؤلف : الشيخ محمد حسين المظفر    الجزء : 1  صفحة : 24
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست