responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الإمام الصادق عليه السلام المؤلف : الشيخ محمد حسين المظفر    الجزء : 1  صفحة : 222

و لقد مرّ عليك ما قاله العلماء في شأنه، و كفى عن تعريف شخصيّته ما قرأته من حياته العلميّة، و سوف تقرأ المختار من كلامه فتتمثل له منزلته في الأخلاق و الفضيلة من تلك النوادر الغالية، و كان الجدير أن يكون مثالا لكلامه قبل أن يحمل عليه رجاله و الآخذين عنه.

فلا نستكبر منه إذن أن يكون بين أصحابه كأحدهم لا تظهر عليه آثار العزّة و حشمة الإمامة، فقد خرج يوما و هو يريد أن يعزّي ذا قرابة بفقد مولود له، و معه بعض أصحابه فانقطع شسع نعله، فتناول نعله من رجله، ثمّ مشى حافيا، فنظر إليه ابن أبي يعفور [1] فخلع نعل نفسه من رجله و خله الشسع منها و ناولها أبا عبد اللّه 7، فأعرض عنه كهيئة المغضب ثمّ أبى أن يقبله، و قال: لا، صاحب المصيبة أولى بالصبر عليها، فمشى حافيا حتّى دخل على الرجل الذي أتاه ليعزّيه.

و كان اذا بسط المائدة حثّهم على الأكل و رغّبهم فيه، و لربّما يأتيهم بالشي‌ء بعد الشبع، فيعتذرون فيقول: ما صنعتم شيئا إن أشدّكم حبّا لنا أحسنكم أكلا عندنا، ثمّ يروي لهم عن النبي 6 أمثال ذلك لتطيب نفوسهم بالأكل و ترغب بالزيادة، و يروي لهم هذا القول، أعني «أشدّكم حبّا لنا أحسنكم أكلا عندنا» عن النبي 6 مع سلمان و المقداد و أبي ذر.

و قد يجي‌ء بالقصعة من الارز بعد انتهائهم من الأكل، فاذا امتنع أحدهم من الأكل قال له: يعتبر حبّ الرجل لأخيه بانبساطه في طعامه، ثمّ يجوز له حوزا و يحمله على أكله، و اذا رآهم يقصرون في الأكل خجلا قال لهم: تستبين‌


[1] سيأتي في مشاهير الثقات من أصحابه.

اسم الکتاب : الإمام الصادق عليه السلام المؤلف : الشيخ محمد حسين المظفر    الجزء : 1  صفحة : 222
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست