لها بين أعيار إلى البرك مربع* * * و دار و منها بالقفا متصيّف
قال السكري: أعيار بلد، و البرك بلد، و القفا: موضع.
أما ياقوت: فقد أورد كل كلام نصر، حتى ظنّه، و لم ينسبه إليه، و أضاف عن الذي في بلاد غطفان:
و فيه قال جرير:
رعت منبت الضّمران من سبل المعا* * * إلى صلب أعيار ترنّ مساحله
ثم أورد قول مليح الهذلي و قول السّكري فيه.
و يفهم مما تقدم أن أعيارا اسم لمواضع:
أحدها: الوارد في شعر الهذلي، و يفهم من كونه قرنه بالبرك أنه في تهامة.
الثاني: الجبل الذي في ديار غطفان، و هو قنن من حرة ليلى كما في معجم ما استعجم رسم (أعيار) و ذيالة.
الثالث: هضبات في ديار بني ضبة، قرب الدهناء و هي المذكورة في شعر جرير، لا كما أورده ياقوت شاهدا على الجبل الذي في ديار غطفان، فقد أورد البكري عن عمارة بن عقيل: أعيار قارات متقابلات في بلاد بني ضبة، قال ذالك في شرح قول جده جرير:
هل بالنقيعة ذات السّدر من أحد* * * أو منبت الشّيح من روضات أعيار
و قال: النّقيعة خبراوات بلبب الدهناء الأعلى ينتقع بها الماء. انتهى. على أنّ كون جرير أضاف إليه صلبا، و عطفه على المعا يفهم منه أنه في شرق الدهناء، حيث المعا و الصّلب، و قد وقع فيه يوم بين بني ضبّة و عبس، يعرف بيوم أعيار و بيوم النقيعة، كما في النقائض- 159- 193-. و انظر شرح بيت جرير في النقائض- 536-. و اسم أعيار يطلق على مواضع ذكرت بعضها في (شمال المملكة) من المعجم الجغرافي 101/ 102. أما القفا الوارد في شعر مليح: جبل يقع شرق الطائف في جهة عنّ، غرب جنوب جبل حضن، ذكره عرام في رسالته، و عنه نقل البكري في معجم ما استعجم، و ما أرى الهذلي قصده-
اسم الکتاب : الأمكنة والمياه والجبال والآثار ونحوها المذكورة في الأخبار والآثار المؤلف : نصر بن عبد الرحمن الإسكندري الجزء : 1 صفحة : 98