كانت تسكنها، يقال لها (هوب) خمّارة، فجاء قوم من النّبط يطلبونها، فقيل لهم: (هوب ليكا) أي ليست، فغلطت الفرس، فقالوا: (هوب لت) فعرّبتها العرب فقالوا: الأبلّة [1].

16- باب أثنان و الأنتان و الأنبار و أبيار [2]

أمّا أثنان- بضمّ الهمزة بعدها ثاء مثلّثة ثم نون قبل الألف و نون بعدها: فهو جبل نجديّ‌ [3].

و أمّا الأنتان- بفتح الهمزة و بعدها نون ساكنة ثمّ تاء عليها نقطتان و آخره نون-: فهو شعب الأنتان، موضع قرب الطائف، كانت فيه وقعة بين هوازن و ثقيف، كثر قتلاها فسمّي بذلك‌ [4].

و أمّا الأنبار- بفتح الهمزة و بعدها نون و باء موحّدة و آخره راء مهملة-: البلد المعروف على‌

[1] أورد الحازمي التعريف مختصرا مضيفا: و ينسب إليه نفر من رواة الحديث. و أطال ياقوت الكلام على الأبلة لغة و تاريخا.

[2] عند الحازمي: (باب أنبار و أنتان).

[3] لم يذكره الحازمي، و في معجم البلدان: أثنان موضع بالشّام، قال جميل بن معمر:

و عاودت من خلّ قديم صبابتي‌* * * و أخفيت من وجدي الّذي ليس خافيا

وردّ الهوى أثنان حتّى استفزّني‌* * * من الحبّ، معطوف الهوى من بلاديا

و أرى أن أثنان الوارد في شعر جميل ليس في الشّام، و لكنه جانب من حرّة ضرغد يسمى الآن أثنان، و حرة ضرغد في الطرف الشمالي الشرقي من الحرّة التي تسمى حرة (بني رشيد) و حرّة ضرغد و حرّة أثنان، و هي مما يلي بلاد جميل بن معمر الذي ورد في شعره مواضع مجاورة لأثنان مثل برد و لفلف و غيرهما، و حرة أثنان ليست معدودة من بلاد نجد، و تقع حرة أثنان (بقرب خط الطول: 10/ 40 و خط العرض:

40/ 26).

[4] هو تعريف الحازميّ، و أضاف ياقوت: كثر فيهم القتل حتّى أنتنوا، فسمّي لأجل ذالك شعب الأنتان، أمّا البكريّ في معجم ما استعجم فقد أورد الاسم بصورة (الأنان) و علله، و أخشى أن يكون تصحف عليه. قال: الأنان- بضم أوله على وزن فعال و بالنون في آخره-: موضع من وراء الطائف قبل نخب، الوادي المحدد في موضعه، ينسب إليه فجّ الأنان، كانت فيه وقعة عظيمة للأحلاف من ثقيف على بني مالك من ثقيف أيضا على حلفائهم من بني يربوع من بني نصر بن معاوية، فسمّي أنانا لكثرة أنين الجرحى فيه، ثم فصّل هذا في موضع آخر- ص 1302-. و مفهوم ما تقدّم من النّصوص أن الأنتان أو الأنان كان بقرب وادي نخب، الوادي المعروف الآن شرق الطّائف غير بعيد عنه.