أما بفتح الهمزة و قد تكسر و بعدها باء موحدة ساكنة و يليها ياء تحتها نقطتان و آخره نون-: فهو بلد عدن المشهور، و قال الخليل: يقال أبين و إبين بكسر الهمزة، و قال أبو بكر: عدن أبين منسوب إلى رجل من حمير اسمه أبين، و يقال يبين أيضا [2].
و أما أبير- بضم الهمزة و باء موحدة مفتوحة و ياء قبل الراء تحتها نقطتان ساكنة-: فعين بني أبير دون الأحساء من هجر- يشرف عليها المعروف بوالغ [3].
- بالزاي قال ياقوت: وجدته في كتاب نصر بالنون، ثم أورد كلام نصر من دون زيادة.
و أرى الأسماء الثلاثة محرفة، و أن الصواب (أفأن)- بهمزة مفتوحة بعدها فاء ساكنة فهمزة أخرى مفتوحة فنون- و قد يقال فيه (أفن) بحذف الهمزة الثانية، و قد ورد الاسم في شعر الفرزدق:
اسأل زيادا ألم ترجع رواحلنا* * * و نخل أفأن منّي بعده نظر
و قالوا في شرحه: أفأن قرية بالقطيف للأزد و عبد القيس، و قد حدد المسعودي موقع أفأن تحديدا واضحا، و لكنه سمّاه (أفن)، و يفهم من تحديده في كتاب التنبيه و الإشراف أن أفأن الأرض الواقعة بين مدينتي القطيف و الدمام المتاخمة لساحل البحر، تقع بلدة عنك في جانبها الشمالي الشرقي، و عمران مدينة الدمام متصل بجانبها الجنوبي، و فيها نخل و آثار عمران قديم، و تقدر مساحة تلك الأرض طولا بنحو خمسة عشر كيلا، و عرضا بنحو خمسة أكيال- و تقع بلدة (سيهات) في طرفها الغربي الشمالي، و يظهر أن هذه البلدة قامت على أنقاض بلدة (أفأن). و لزيادة الإيضاح يحسن الرجوع إلى قسم المنطقة الشرقية من المعجم الجغرافي للبلاد العربية السعودية.
[2] قال الحازمي: عدن أبين البلد المشهور. يقال: نسب إلى أبين بن زهير بن أيمن بن الهميسع بن حمير بن سبأ، و قد جاء ذكره في غير حديث. انتهى. و شهرة عدن تغني عن الكلام فيه، فهو مخلاف واسع معروف في جنوب اليمن على ساحل البحر و فيه ميناء هام عند مضيق باب المندب.
[3] قال الحازمي عن والغ: وادي البحرين، و قد اختلف المتقدمون في والغ هل هو جبل أو واد أو فلاة، ففي كتاب نصر و الحازمي: أنه واد في البحرين، و نقل ياقوت عن الحفصي: أنه فلاة بين هجر و اليمامة، كما ذكر ياقوت أنه اسم جبل بين الأحساء و اليمامة، و يمكن الجمع بين الأقوال: بأن الاسم يطلق على موضع فيه جبل، و فيه واد. و لا أستبعد أن تكون عين بني أبير في الجوف في الشمال الغربي من الأحساء.
اسم الکتاب : الأمكنة والمياه والجبال والآثار ونحوها المذكورة في الأخبار والآثار المؤلف : نصر بن عبد الرحمن الإسكندري الجزء : 1 صفحة : 58