[2] قال الحازمي: بطن رابغ واد عند الجحفة، له ذكر في المغازي، و في أيام العرب، و قال الواقدي: هو على عشرة أميال من الجحفة فيما بين الأبواء و الجحفة، قال كثيّر:
و نحن منعنا يوم مرّ و رابغ* * * من النّاس أن نغزى و إذ نتكنّف
و نسب ياقوت إلى الحازمي: واد من الجحفة، و نقل كلامه كاملا، مع تحريف في بيت كثيّر: (أن يغزى و أن يتكنّفا) و هو من قصيدة مرفوعة القافية، و في معجم ما استعجم قال كثيّر:
و نحن منعنا بين مر و رابغ* * * من النّاس أن نغزى و أن يتكنّف
و يروى: إذ نغزى و إذ نتكنّف، و هو أجود، و قبله جاء عن رابغ: بين الجحفة و المدينة و هو من مرّ، و مرّ منازل خزاعة، و بصدر رابغ لقي أبو عبيدة بن الحارث عير قريش، و أورد ياقوت في تحديد موقع رابغ أربعة أقوال متّفقة المعنى، و إن اختلفت لفظا، فالبزواء و ودّان قبله مما يلي المدينة، و عزور و الجحفة بعده للمتجه إلى مكة. و رابغ الآن مدينة على ساحل البحر بين جدّة و ينبع تبعد عن الأولى نحو خمسين و مئة كيل (150) و عن ينبع جنوبا تسعين و مئة كيل، و يتبعها عدد من القرى، و هي في مفيض وادي رابغ المذكور في النّصوص المذكورة.
و قول الحازمي له ذكر في أيّام العرب، لعلّه فهم هذا من روايته لبيت كثيّر (يوم مرّ و رابغ) و أصحّ منها:
(بين مرّ و رابغ) التي أوردها البكري، و تلك منازل قومه خزاعة، من مرّ الظّهران إلى رابغ، و لم أر لرابغ ذكرا في أيام العرب، أما في المغازي فله ذكر، و لم أر كلام الواقدي في كتاب المغازي له، و إنما رأيت فيه- 205- قوله: و رابغ على ليال من المدينة.
و أما عزور- من كلام نصر-: و عزور بوّب له نصر في حرف الغين، و سيأتي كلامه، و يبدو أنّ عزور هذا هو الثّنيّة التي تهبط على الجحفة من المدينة، و في كتاب المناسك عن الجحفة: و في أولها مسجد للنّبي (صلى اللّه عليه و سلم) يقال له عزور، و قد ذكر هذا المسجد السّمهوديّ نقلا عن الأسديّ بهذا النص: و في أوّل الجحفة مسجد لرسول الله (صلى اللّه عليه و سلم) يقال له غورث، و أرى غورث هذا تصحيف عزور.
[3] و كذا تعريف الحازمي، و لم يزد ياقوت عليه سوى قوله: رائع، يقال: فرس رائع، أي: جواد، و شيء رائع،-
اسم الکتاب : الأمكنة والمياه والجبال والآثار ونحوها المذكورة في الأخبار والآثار المؤلف : نصر بن عبد الرحمن الإسكندري الجزء : 1 صفحة : 498