أمّا بواو مشدّدة: بين البصرة و مكّة على الجادّة، أرض ملساء لا جبل فيها و لا رمل و لا شيء، حدّها أربع ليال، و الدّوّة: من وراء الجحفة بستّة أميال [3].
و أما براء مشدّدة: واد ببلاد سليم، و واد قرب المدينة، قيل: هو قلت في ديار سليم يبقى ماؤه الرّبيع كلّه، و هو بأعلى النّقيع [4].
[1] لم يرد لهذا الموضع ذكر في محله من المعجم و أراه مصحفا على نصر.
[3] عند الحازمي: أرض ملساء بين مكة و البصرة على الجادّة مسيرة ليال ليس بها جبل و لا رمل، و نقل ياقوت نص كلام نصر منسوبا إليه، مضيفا: و أنا أرى أنه صفة و ليس بعلم، فإنّ الدّوّ- فيما حكاه الأزهري عن الأصمعي-:
الأرض المستوية و إليها تنسب الدّوّيّة، فإنما سميت دوّيّة لدويّ الصوت، أي: يسمع فيها، و قال الأزهري عن بعضهم: الدّوّ أرض مسيرة أربع ليال شبه ترس خاوية يسار فيها بالنجوم و يخاف فيها الضّلال، و هي على طريق البصرة إذا أصعدت إلى مكة تياسرت، و إنّما سمّيت الدّوّ لأن الفرس كانت لطائمهم تجوز فيها، فكانوا إذا سلكوها تحاضّوا فيها الجدّ، فقالوا بالفارسيّة (دو دو) أي: أسرع، قال: و قد قطعت الدّوّ مع القرامطة- أبادهم الله- و كانت مطرقهم قافلين من الهبير فسقوا ظهرهم بحفر أبي موسى، فاستقوا و فوزوا بالدّوّ و وردوا صبيحة خامسة ماء يقال له ثبرة، و عطب فيها نجب كثيرة من نجب الحاجّ. انتهى، و للمتقدمين كلام طويل في وصف الدّوّ الواقع على جادة مكة من البصرة، و من أوفى من كتب عنه صاحب كتاب بلاد العرب و يعرف الموضع الآن باسم (الدّبدبة) مأخوذ من أصوات وقع أقدام الدّواب على القاع، فتحدث دبدبة، و قد تحدثت عن الموضع بتفصيل في قسم المنطقة الشرقية من المعجم الجغرافي. أما (الدّوّة)، فأورد ياقوت نحو كلام نصر، مضيفا: قال كثيّر:
إلى ابن أبي العاصي بدوّة أرقلت* * * و بالسّفح من ذات الرّبى فوق مظعن
و ما أورده كلام الحازمي، و عند صاحب معجم ما استعجم: مطعن- الطّاء مهملة- و ذكر كثيّر دوّة في موضع آخر- ص 397- من ديوانه- يصف سيره متّجها من مكة نحو جهة المدينة، فذكر قبلها الكديد فلفتا، فدوّة يمينا و سرير البضيع شمالا، و الموضعان الأخيران بقرب الجار أسفل بدر، و القول بأن دوّة من وراء الجحفة بستة أميال أو تسعة ديوان كثيّر- 249- قد يكون المراد منه بالنّسبة لمن جاء من مكة، و على هذا تكون دوّة في منطقة رابغ، و مظعن واد بين السّقيا (أمّ البرك الآن) و الأبواء (الخريبة و واديها) شمال رابغ.
[4] عند الحازمي: غدير في ديار سليم، يبقى ماؤه الرّبيع كلّه، و هو بأعلى النّقيع، و في المعجم: درّ- بفتح-
اسم الکتاب : الأمكنة والمياه والجبال والآثار ونحوها المذكورة في الأخبار والآثار المؤلف : نصر بن عبد الرحمن الإسكندري الجزء : 1 صفحة : 474