صخرات في ربع عمر بن الخطاب، قال عمر: أنّى لي بالشّهادة؟ و إنّ الذي أخرجني من الحثمة قادر أن يسوقها إليّ‌ [1].

323- باب خيم و خيم‌ [2]

أما بكسر الخاء و فتح الياء: جبل من عماية، على يسار الطريق إلى اليمن، أطولها، و جبالها حمر و سود كثير، يضلّ النّاس فيها.

[1] عند الحازمي: الحثمة: موضع بمكة قرب الحجون، قال المهاجر بن عبد الله المخزوميّ:

لنساء بين الحجون إلى الحث* * * مة في مظلمات ليل و شرق‌

و في مخطوطة كتاب نصر (الحزوة) و كتب فوقها (كذا) و هذا خطأ، و هي الحزورة و في معجم البلدان:

الحزورة: اسم سوق مكة القديم، و كان مما يلي المسجد فيما بينه و بين أجياد، و أسفل مكّة، و في معجم ما استعجم: الحثمة: صخرات بأسفل مكة بها ربع عمر بن الخطاب، ثم ساق خبرا عن عمر في صفة جنّة عدن، و قصر فيها لا يدخله إلا نبيّ، و قال: و هنيئا لصاحب القبر، و أشار إلى النبيّ (صلى اللّه عليه و سلم)- أو صدّيق و هنيئا لأبي بكر- و أشار إلى قبره، أو شهيد، و أنّى لعمر بالشّهادة؟! و إنّ الذي أخرجني من منزلي بالحثمة قادر أن يسوقها إليّ، ثم أورد البكريّ بيت المهاجر و معه آخر. و الحثمة كما حدّدها الأزرقيّ المكيّ- و أهل مكة أدرى بشعابها- قال في أخبار مكة- ج 2، ص 294- في الكلام على (مسفلة مكّة) فذكر الحزورة، و أنّها دخلت في المسجد الحرام، كانت في أصل المنارة إلى الحثمة، إلى أن قال: الحثمة بأسفل مكة، صخرات في ربع عمر ابن الخطّاب رضي الله عنه، ثم أورد شعرا نسبه لخالد بن المهاجر بن خالد بن أسد:

لنساء بين الحجون إلى الحث* * * مة في ليالي مقمرات و شرق‌

ساكنات البطاح أشهى إلى القل* * * ب من السّاكنات دور دمشق‌

فالشاهد كما ترى نسبه الأزرقيّ- و هو من أهل القرن الثالث من أهل مكة- لخالد بن المهاجر، و نسبه الحازمي و من تابعه- كياقوت- للمهاجر بن عبد الله المخزومي، و نسبه البكري في معجم ما استعجم في حثمة و الحجون، للمهاجر بن خالد بن الوليد، إلا أنّ عالم قريش الزّبير بن بكّار نسبه للحارث بن خالد بن العاص المخزوميّ، كما في رسم الحجون من معجم ما استعجم متابعا في ذلك عمّه مصعبا الزّبيريّ في كتابه نسب قريش- 314- و الحارث من مشاهير الشّعراء من أهل القرن الأول، و البيت بشعره أشبه.

و قول الحازمي- عن الحثمة- بقرب الحجون، لا يتلاءم مع كون الشاعر وصف السّاكنات بين الحجون و الحثمة، فالحجون في أعلى مكة لا يزال معروفا، و الحثمة في أسفلها معروفة الموقع مع دروسها.

[2] عند الحازمي.