أمّا بفتح الحاء و سكون الضّاد المعجمة: مدينة بين دجلة و الفرات، كانت مثلا في الحصانة و الامتناع، نازلها سابور ذو الأكتاف، فأعيته الحيل، فدسّ إلى ابنة رئيسها من أفسدها و أطمعها حتى فتحت [2].
و أما بخاء معجمة و صاد مهملة: جبل خلف شابة، و هما بين السّليلة و الرّبذة [3].
و أما بكسر الحاء و سكون الصّاد المهملتين و آخره نون: ثنيّة مكة، بينها و بين دار يزيد بن منصور
- ذكره، و عنده قتل بختيار بن معزّ الدولة بن بويه، قتله عضد الدّولة ابن عمه. انتهى، و لم أر له ذكرا في حرف الجيم.
[1] عند الحازمي الاسمان الأولان في باب، و بقيّة الأسماء في باب آخر.
[2] أضاف الحازمي: (لها ذكر في أشعارهم) و أورد لعديّ بن زيد العبادي: و أخو الحضر إذ بناه .. و هو صدر بيت من شعر عديّ:
و أخو الحضر إذ بناه و إذ دج* * * لة تجبى إليه و الخابور
في قصيدة في ديوان عدي بن زيد العباديّ التّميمي.
و الحضر لا يزال موقعه معروفا في العراق بين تكريت و الموصل و الفرات، و قد قام علماء الآثار بالتنقيب عن آثارها و دراستها، و أورد ياقوت و غيره من متقدمي المؤرخين خبر مدينة الحضر في قصة أقرب إلى الخرافة.
[3] هو تعريف الحازمي، و استشهد ببيت لعامر الخناعي، و أورد ياقوت في المعجم كلام الحازمي غير منسوب، و زاد: و يروى الحضر- بالحاء المهملة و الضّاد المعجمة- و لكنه لم يعرفه عند ذكر هذا الاسم، و قد ورد اسم الحضر في رسالة عرّام غير مضبوط بالحرف في الكلام على أبلى بهذا النّص: (و هي قنان متّصلة بعضها إلى بعض، قال فيها الشاعر:
ألا ليت شعري هل تغيّر بعدنا* * * (أروم) ف (آرام) ف (شابة) و الحضر
و هل تركت أبلى سواد جبالها* * * و هل زال بعدي عن قنينته الحجر
و جبال أبلى لا تزال معروفة، و لكنها غرب السّليلة، مما يلي معدن بني سليم (المهد) أما جبل الحضر أو الخصر فليس معروفا، و لكنّ جبلي أروم و شابة معروفان، و هما واقعان في المنتصف بين الرّبذة و السّليلة على طريق المتّجه غربا، شابة: هضبة كبيرة تقع جنوب أروم المعروف باسم (روم) غرب قرية سخيبرة، أما أرام فيدعى الآن أمّ الغيران، هضبة تكثر فيها الغيران، جمع غار، و الجبال الثلاثة تكوّن سلسلة جبلية متصلة من الشمال إلى الجنوب قبلة الرّبذة، أولها أرام (أم الغيران)، ثم أروم، ثم شابة. أما الحضر فليس معروفا بهذا-
اسم الکتاب : الأمكنة والمياه والجبال والآثار ونحوها المذكورة في الأخبار والآثار المؤلف : نصر بن عبد الرحمن الإسكندري الجزء : 1 صفحة : 381