اسم الکتاب : الأمكنة والمياه والجبال والآثار ونحوها المذكورة في الأخبار والآثار المؤلف : نصر بن عبد الرحمن الإسكندري الجزء : 1 صفحة : 36
و قد يكون سفره إلى بغداد له صلة بسفر شيخه الأشيري، الذي دعاه الوزير يحيى بن هبيرة (499- 560 ه) وزير المقتفي و المستنجد، فأجاب دعوته و سيأتي خبره. و لعله بعد عودة شيخه من بغداد لم يطب له المقام فيه فسافر إلى أصبهان، و قد يكون ذالك بترغيب من العماد الأصبهاني، و هناك انقطعت أخباره. غير أن الأصبهانيين كانوا أكثر عناية به، فالعماد يثني عليه ذالك الثناء العطر، و عالم أصبهان بل عالم عصره أبو موسى محمد بن عمر الأصبهاني المديني (501- 581 ه) يختصر كتابه و محمد بن موسى الحازمي (548- 584 ه) يتخذ من كتابه أصلا لمؤلفه الذي دعاه «الأماكن». و نجد من بين الذين ترجموا لنصر من يقول: بأنه خرج من بغداد إلى خراسان، و أنه أقام بنيسابور و توفي هناك، هكذا ذكر ابن الدّبيثي، و هذا يختلف عما في بغية الوعاة و نصه [1]: «قدم بغداد بعد الستين و خمس مئة، و سمع بها، و جالس العلماء، و حدث باليسير عن ابن عساكر، و دخل أصبهان قال ابن النجار: و أظنه مات بها سنة إحدى و ستين و خمس مئة» انتهى.
و أغرب صاحب كتاب هدية العارفين فذكر أنه توفي سنة 560 ه [2] إلا أن القفطي ذكر في إنباه الرواة [3] أنه قدم بغداد سنة إحدى و ستين و خمس مئة، ثم ذكر أنه خرج إلى خراسان و أقام بها بنيسابور، و قيل: إنه توفي هناك.
و على هذا فتحديد سنة وفاته يبقى مجهولا، و من قال بأنه مات سنة إحدى و ستين و خمس مئة، فهو مبني على أنه كان في بغداد سنة ستين و خمس مئة و بعد سفره منها جهل أمره.