أما بفتح الجيم و تشديد الميم و المد: اسم لكل من أجبل ثلاثة بالمدينة: جمّاء العاقر، و جمّاء تضارع، و جمّاء أم خالد، و أظن في ديار طيّئ ما له هذا الاسم [4].
- أن قدم سعيد بن عثمان واليا على خراسان فاستصحبه و قال مالك في ذالك:
سرت في دجى ليل
شعره الوارد في جمران- بالجيم- و ما أرى ياقوت- (رحمه الله)- إلا قد تصحف عليه الاسم في جمران الوارد في شعر مالك بن الرّيب، و في جمران الذي عدّه من مياه الرّباب، فبلاد الرّباب قريبة من جهة جمران- بالجيم- و الجبل فيه منهل باسمه و هو تصحيف الاسم، متأثرا بقول نصر و الحازمي.
[2] هو تعريف الحازمي بزيادة: و في الحديث: مر رسول الله (صلى اللّه عليه و سلم) على جمدان، فقال: «هذا جمدان، سبق المفرّدون». و في معجم البلدان: عن جمدان: فأما الحديث فقد صحّفه يزيد بن هارون، فجعل بعد الجيم نونا، و صحفه بعض رواة مسلم، فقال: حمران- بالحاء و الراء-، و هو من منازل أسلم بين قديد و عسفان، أورد كلام الحازمي منسوبا إليه، و ذكره الأزهري باسم بجدان، و في شعر كثير:
أقام على جمدان يوما و ليلة* * * فجمدان منه مائل متقاصر
و أضيف: قد يكون بين ينبع و العيص جبل يسمى جمدان، و لكن جمدان الوارد في الحديث لا يزال معروفا، حيث مر به الرسول (صلى اللّه عليه و سلم) في مسيره في طريق مكة، يبعد عنها شمالا أقل من مئة كيل للمتجه إلى المدينة، يشاهد على اليسار من الطريق القديم المار بعسفان، و على اليمين من الطريق المار بجدة بين وادي خليص و البحر، له قمّتان مرتفعتان يتخيلهما الرائي جبلين. و قد يكون الجبل توسع فيه، فشمل الوادي الذي بقربه، فغزال تعرف الآن باسم الثّنيّة (ثنيّة غزال قديما) و أمج هو وادي خليص، و لكل جزع من وادي أمج اسم، فقد يكون أطلق على الجزع الواقع في سفوح جمدان هذا الاسم.
[4] قال الحازمي: الجمّاء- بعد الجيم المفتوحة ميم مشددة-: من المدينة على ثلاثة أميال، و هي ناحية العقيق إلى الجرف، قاله الواقدي، و لها ذكر كثير في المغازي، و قال موسى بن عقبة و غيره في يوم أحد: و سار أبو-
اسم الکتاب : الأمكنة والمياه والجبال والآثار ونحوها المذكورة في الأخبار والآثار المؤلف : نصر بن عبد الرحمن الإسكندري الجزء : 1 صفحة : 304