ثبير: جبل ضخم بين عرفة و مكة، و هذا الاسم له و لثلاثة أجبال تصاقبه، و لكل واحد سمة تميزه، ثبير غينا: و هي قلّة على رأسه. و ثبير الأحدب، و ثبير الأعرج، و ذكر وكيع الأثبرة: ثبير غينا، و ثبير الزّنج؛ لأن الزّنج كانوا يلعبون عنده، و ثبير الخضراء، و ثبير النّصع جبل المزدلفة، و إذا ثنّي ثبير أريد بهما ثبير و حراء [2].
و ثبير أيضا: ماء في ديار مزينة، ذكر أن أول صدقة سيقت إلى النبي (صلى اللّه عليه و سلم) صدقة ساقها شريس بن ضمرة المزني، فقال له النبي (صلى اللّه عليه و سلم) ما اسمك فقال شريس، قال: لا، بل أنت شريح فتسمى بها، و قال: يا رسول الله، أقطعني ماء يقال له ثبير، فقال: أقطعتكه [3].
و أما سرّ: موضع عند جبل قدس في ديار مزينة بالحجاز [4].
[2] تعريف الحازمي قريب من تعريف نصر، و أطال ياقوت الكلام على ثبير، فذكر الاختلاف في عدد الأثبرة، و حدد مواقع بعضها، فيحسن الرجوع إليه، و إلى أخبار مكة للأزرقي، و ليس منها ما يعرف الآن باسمه القديم، بل تغيرت أسماؤها، و ثبير غيناء يعرف الآن بجبل الرّخم مقابل لجبل حراء يمر الطريق بينهما.
[3] خبر شريس المزني أورده ابن حزم في جمهرة أنساب العرب بعد أن ساق نسب شريح بن ضمرة بن لحيّ بن جرس بن لاطم بن عثمان، و أشار إلى الخبر ابن عبد البر و ابن حجر، و لم يذكرا الإقطاع، و في مخطوطة نصر: (بل أنت سريح) و فوق السين علامة الإهمال و الراء مكسورة، و أراه تصحيفا، إذ لم أر هذا الاسم في الصحابة، و رأيت اسم الرجل بينهم شريحا كما تقدم، و بلاد مزينة عند ظهور الإسلام بقرب المدينة في جنوبها في أعلى العقيق، و جبل ورقان و ما حوله مجاورة لسليم من الغرب، و قد أقطع الرسول (صلى اللّه عليه و سلم) بلال بن الحارث المزني أماكن في تلك الجهات منها العقيق.
[4] عند الحازمي: موضع حجازي، في ديار مزينة، و لم يزد ياقوت في معجم البلدان على القول: سرّ أيضا بضم أوله موضع بالحجاز في ديار مزينة قرب جبل قدس، على أن بعض العلماء كالصاغاني في التكملة ذكر أن السّرّ في ديار مزينة، و لا أستبعد أن يكون هذا، بل لا أستبعد أن يكون المقطع، فصحف إلى ثبير، و ما أكثر التصحيف في أسماء المواضع!!.