responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : إتحاف الأخيار بغرائب الأخبار المؤلف : إدريس الجعيدي    الجزء : 1  صفحة : 71

بعض المظاهر الاجتماعية:

الطعام و المجتمع الأوربي و المغربي‌

القصد من هذه الدراسة ليس نظام الطعام و ترتيبه في مضمونه المادي فحسب، و إنما في دلالاته الاجتماعية و رموزه الثقافية أيضا. لأن أهميته كونه وسيلة لتغذية الجسم بغية الحياة. بل أيضا يرتبط بالبيئة و الاقتصاد و بالدين و المعتقدات الشعبية، و ربما بكافة مظاهر الحياة الإنسانية المادية و الفكرية، و على هذا الأساس يشكل الطعام مركبا حضاريا في الفكر الأنثروبولوجي، خاصة أن احتفالية النظر و الأكل و الشراب تشكل‌ سمة جلية في الثقافة العربية (الكرم، الضيافة ....).

من هنا تأتي الأهمية التي أعطاها الجعيدي لآداب المائدة عند الأوربيين و التي أكثر الحديث عنها في رحلته، خاصة أنهم حضروا العديد من مآدب الأكل الرسمية بأوربا، فوصفها بدقة متناهية تنم عن إدراكه التام بطقوسها و آدابها، لهذا حاولت تتبع وصفه لها خطوة خطوة أثناء تحقيق رحلته، فكنت أجد تطابقا تاما بين ما ذكره و بين ما تذكره المراجع المختصة بدارسة التقاليد البروتوكولية لكيفية الأكل أثناء المآدب الدبلوماسية. و هي طقوس تطورت مع نمو الطبقة البورجوازية و ارتفاع مستوى الدخل و المعيشة، و هي مغايرة بطبيعة الحال لما كان سائدا في المجتمع المغربي و الإسلامي على العموم، لا من حيث الشكل أو المضمون، و قد انعكس هذا على سلوك أعضاء


[1] انظر الفصل الخامس من كتاب «أدب الرحلات» تأليف د. حسين محمد فهيم، سلسلة عالم المعرفة 138 في ذكر الطعام و استنباط أحوال المجتمعات.

[2] تجدر الإشارة إلى الدراسة التي وصف فيها المستشرق الفرنسي أشتور وجبات الطعام لدى طبقات المجتمع العربي خلال العصر العباسي مسترشدا بالكثير من كتابات الرحالة الطوافين منهم و المؤرخين، و من هذه الدراسة استنبط الباحث الأوضاع الاجتماعية و تأثيرها في التركيبة السكانية، كما ربط بين صلة التغذية بالأمراض التي كانت منتشرة في بعض المجتمعات العربية إبان عصر النهضة الإسلامية. و حالة النمو السكاني في تلك الحقبة الزمنية.

اسم الکتاب : إتحاف الأخيار بغرائب الأخبار المؤلف : إدريس الجعيدي    الجزء : 1  صفحة : 71
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست