responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : إتحاف الأخيار بغرائب الأخبار المؤلف : إدريس الجعيدي    الجزء : 1  صفحة : 70

بذلك أن المعارف النفسانية إما مصدرها الوحي الذي يلقى في صنف خاص من البشر و هم الأنبياء و الرسل، و إما مصدرها الرياضة و الاكتساب لا الوحي.

و من أهم الزيارات التي يذكرها زيارته دار المطبعة الوطنية بباريس و شرحه كيفية الطبع و التسفير و غير ذلك، في الوقت الذي لم يعرف المغرب إلا المطبعة الحجرية التي أدخلها إلى المغرب قاضي تارودانت من مصر سنة 1866 م، فكان المغرب يتطلع لهذا الاختراع العلمي. ثم زيارتهم للمكتبة الوطنية الضخمة بباريس. فتحدث عن كيفية توزيع الكتب على رواد المكتبة، و أشار إلى وجود بعض المخطوطات العربية معروضة هناك. فطلب منهم أن يدفعوا له تقييدا بما عندهم من كتب العربية فوعدوا به، و لم يكن وفاء بهذا الوعد. كما تعرف بروما على دار المرضى أو المستشفى الخاص بالعميان تشرف عليه الرهيبات، خاصة أن السفارة المغربية كانت تقدم الهبات المالية إلى الكثير من دور الإحسان و الأيتام و العجزة و المستشفيات الفقيرة في كل مدينة نزلت بها، و تتلقى عن ذلك العديد من‌ رسائل الشكر و التقدير، و تترك انطباعات حسنة لدى حكومات و شعوب هذه الدول.

نقل الجعيدي الكثير عن هذا الجانب و حاول‌ رصد هذه الحركية القوية التي تهدف التجديد و التغيير و البناء و التطور في جميع مظاهره، رغم قصر مدة إقامتهم بأوربا، لم يتعرض لمساوئهم و لا لجوانبهم السلبية التي تتمثل في استخدام قوة التطور و الاختراع و المال لإخضاع الشعوب الضعيفة المتخلفة و قهرها و استعبادها.


[1] مظاهر يقظة المغرب الحديث، محمد المنوني، ج 1: 201، الرباط، 1973.

[2] «الإتحاف» لابن زيدان، ج 2: 279.

[3] رغم توسعه في وصف مدنهم، وجه دعوة مباشرة لزيارتها لمن له القدرة على ذلك حتى يتعرف على حضارتهم مباشرة «... فليس من سمع كمن رأى ... بهذا نبأتك و لكن لست بخبير، فإن كنت من الأعيان، فانهض إليها فليس الخبر كالعيان و إن كنت من العاجزين فاقنع بما أتيتك و كن من الشاكرين ...».

اسم الکتاب : إتحاف الأخيار بغرائب الأخبار المؤلف : إدريس الجعيدي    الجزء : 1  صفحة : 70
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست