responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : إتحاف الأخيار بغرائب الأخبار المؤلف : إدريس الجعيدي    الجزء : 1  صفحة : 377

الإشارة، طلبوا منا الانتقال إلى قرب/ 325/ الألواح المنصوبة إشارة لنرى إصابتها معاينة، و أتوا بالأكداش فركبنا حتى وصلنا إلى قربها و نزلنا و وصلنا إلى تلك الألواح المنصوبة، و هي متفرقة في مواضع متعددة، و طول كل لوحة نحو ثمانية ذروع و عرضها نحو ستة ذروع و غلظها أزيد من بلكاطة، و هي كهيئة الدفة و كل لوحة بكل طرف من أعلاها خشبتان نازلتان منه إلى الأرض لتنفد منها الكونبرة، و تبقى واقفة أي اللوحة، و رأينا في اللوحة الأولى فورمة ثمان كونبرات كأنها نزعت منها بالبريمة، فالفورمات المتباعدة على هذه الكيفية و المتقاربة تكسر العود الذي بينها، لأجل المقاربة و منها فورمة واحدة على رأس السواد الذي في وسط اللوحة، و فيها تقب عديدة بالخفيف الذي رمته الكونبرات التي كانت تتفرقع هناك، و منه الذي لا زال مغروسا في جرم اللوحة، و هذا الأثر الذي في هذه اللوحة هو ضرب مدافع الجر، ثم سرنا إلى اللوحة التي رموها بالمدفع الكبير، فرأينا كونبرة الضربة الأولى خرقت وسطها، و الضربة الثانية أخذت طرفا من أعلاها، فحين وقفنا على ذلك و شاهدناه معاينة، تأخر بنا ما كان معنا من النصارى و ترجمانهم عن تلك الألواح، و كانوا قد نصبوا السلك من المحل الذي فيه المدافع إلى محل الإشارة، فتكلم أصحاب السلك بمحضرنا الذين بمحل الإشارة مع الآخرين و أعلموهم بأن الباشدور و أصحابه قد رأوا ذلك و تأخروا، فعند ذلك تكلم الآخرون بالبوق و أجابوهم الذين معنا يعلمون بذلك بعزم خروج المدفع، ثم رأينا دخان الخبش قد صعد و شاهدنا أثره تلك الكونبرة العظيمة قاصدة تلك اللوحة كأنها قربة ماء، و أصابت تلك اللوحة و رحلت بها و طارت، و لها صوت بين الجبال كالصاعقة، و نزلت بحجر جبل و ارتفعت منه غبراء كثيرة/ 326/ فتقدمنا إلى تلك اللوحة التي سقطت، فرأينا الضربة في السواد الذي في وسطها.

هيئة السواد الذي في وسط لوحة الإشارة

و أما هذا السواد الذي في وسطها، فهو شكل مربع غير مستطيل بل متساوي الأضلاع و لعله- و الله أعلم- يمكن أن يكون هذا المربع محيطا بدائرة خزنة المدفع‌

اسم الکتاب : إتحاف الأخيار بغرائب الأخبار المؤلف : إدريس الجعيدي    الجزء : 1  صفحة : 377
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست