responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : إتحاف الأخيار بغرائب الأخبار المؤلف : إدريس الجعيدي    الجزء : 1  صفحة : 376

ظهره برميلا فيه خنشة من البارود، و وزنهما معا كما ذكروا ثمانية و ستون كيلوا، و هي تعدل قنطارا و ستة و ثلاثين رطلا تقريبا،/ 324/ و وضعوهما بين أيدي الطبجية قرب المدفع، ثم أتوا بكورته في كدش و هي مستطيلة محددة الرأس، و رفعوها بالبوجي المتصل بكريطة هذا المدفع، و أداروا البوجي عند رفعه لها حتى سامت فم الخزنة و دفعوها إليها حتى حلت محلها من الخزنة، ثم ألحقوا بهاتينك الخنشتين من البارود، و سدوا الخزنة على الجميع بالكيفية السابقة، و سغنسوا أي تقبوا خنشة البارود من ثوب الخيش على الكيفية المعهودة، و ركبوا النيشان الذي يحققون به الإشارة التي يرمونها في الجهة اليسرى من خزنة المدفع لا فوقه أو وسطه، و حققوا به مسامتة الإشارة، و ركبوا في الخبش حلقة النار التي بها يخرجون عمارته، بعد ما ركبت فيها قنبة طويلة، ثم تكلم واحد منهم بالبوق للإعلام بخروج هذا المدفع ليكون منه على بال من جهة الإشارة من الناس، و بعد ذلك أخرجوه، فكان له صوت‌ مرهب لم أسمع مثله قط، و حسست بشي‌ء يروم الخروج من أذني و بقي بهما طنين كثير مدة من الزمان، و حريق مؤلم كما تتألم العين بالفلفل، و سبب هذا أني كنت عن يمين المدفع مسامت لفمه، و بانتشار صوت المدفع لتلك الجهة أصابني ما أصابني و الحمد لله على السلامة، و أما من كان وراء هذا المدفع بعيدا عنه أو قريبا فإنما تعجب من ذلك الصوت الهائل و تشكى بأذنيه أيضا، و قالوا إن هذه الكورة أصابت رأس اللوحة التي كانت منصوبة إشارة، لكني لم أر أثرا لذلك لأن بينهما و بين المدفع اثنتا عشرة مائة متر، و كانوا أخرجوا عمارات بمدافع الجر الصغيرة قبل هذا و رموا بها ألواحا أخرى منصوبة، و قالوا إنها كانت تصيبها تلك الكنبرة، و الذي كنت أشاهده أن تلك الكنبرة عند وصولها للوحة الإشارة تتفرقع هناك، لأنها مملوءة بالخفيف المصنوع من روح التوتية كما قيل، أو منهما معا، فحين رأونا وقع لنا الشك فيما يقولونه من إصابة


[1] كان البارود المستعمل في المدفعية حتى سنة 1830 م، يتكون من حبات صغيرة و التي تعطي دويا لمدة قصيرة، تستعمل لتحطيم أهداف قريبة، و حوالي 1855 م بدأت المدفعية تستعمل القذائف الطويلة و الثقيلة بفضل تطور صناعة الصلب بأوربا.

Histoire ge? ne? rale des techniques, Tome. IV; Techniques Militaires.

اسم الکتاب : إتحاف الأخيار بغرائب الأخبار المؤلف : إدريس الجعيدي    الجزء : 1  صفحة : 376
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست