اسم الکتاب : إتحاف الأخيار بغرائب الأخبار المؤلف : إدريس الجعيدي الجزء : 1 صفحة : 340
الدخول إلى دار المهندسين و الفلكيين
و في يوم الأربعاء الخامس و العشرين منه أي رجب، توجهنا لدار العلماء المهندسين و الفلكيين. فصعدنا إلى قبة بها فتلقانا كبيرها بالتعظيم و الترحيب و وجدنا في جدرانها خزانات من الزاج فيها إسطرلابات عديدة ذات أشكال مختلفة و متفاوتة في الكبر و الصغر، و رأيت فيها إسطرلابين من عمل المسلمين، أحدهما لعرض ست و ثلاثين و نيف، و الآخر لعرض ثمانية و ثلاثين و نيف، فذكر أنهما صنعا قبل تاريخه بأزيد من خمسمائة عام، فتناولت أحدهما من يد و وضعت حرف المضادة على أول درجة من الحمل، فوافقت اليوم الخامس عشر من مارس، فقلت له هذا الإسطرلاب صنع قبل بأزيد من ستمائة سنة عجمية، و أشرت له بأن أول الحمل كان إذ ذاك في خامس عشر من مارس، و أما اليوم ففي السادس منه تقريبا، فسلم ذلك، و هناك آلات أخر من نحاس، و مرءاة لعلها للرصد، و دخلنا إلى قبة وجدنا فيها دوائر لعلها من حديد بعضها داخل بعض، و عددها إحدى عشرة دائرة و هي مختلفة الوضع، منها ما هو من المشرق إلى المغرب، و منها ما بالعكس و منها ما هو بين ذلك، و في وسطها كرة مركزها خارج عن مركز/ 291/ الدائرة الثامنة، و هم يحكون بذلك
[2] أنواعه كثيرة منها الهلالي و الكروي و الصدفي و المبطح و المسطح ... و غير ذلك. (موسوعة عربية عالمية).
[3] الجدير بالذكر أن علم الإسطرلاب لم يتقدم إلا على يد العلماء المسلمين، حيث وصلت هذه الآلة درجة عالية من الفائدة و التعقيد في الاستعمال بعد ما كانت بسيطة و بدائية عند اليونانيين، و هناك المئات من الإسطرلابات مبعثرة بالمتاحف العالمية في أنجلترا و باريس و إيطاليا و أمريكا و غيرهم. (حالة العلوم عند المسلمين، دمشق، 1972: 135).
[4] الجعيدي كان من كبار أساتذة علم الفلك (انظر ترجمته)، خاصة أن بعض المغاربة ابتكروا أكثر من آلة فلكية جديدة، مثلا عبد السلام العلمي. (انظر المنوني، مظاهر يقظة المغرب، ج 1: 157).
اسم الکتاب : إتحاف الأخيار بغرائب الأخبار المؤلف : إدريس الجعيدي الجزء : 1 صفحة : 340