responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : إتحاف الأخيار بغرائب الأخبار المؤلف : إدريس الجعيدي    الجزء : 1  صفحة : 328

فأجبته‌ و وفيت له بالمكيال الكبير، و لم يكن قلقي في هذا الميدان قصير، و ما ظلمته و الله أعلم، و لكن الخير بالخير و البادي أكرم. أما علمت أنك كنت لذلك طالبا مشتاقا، و متشوقا إليه و فيه راغبا، و توجهت إليه بقلبك، بعدما أخذ حبه بمجامع قلبك، و كنت تتأمل في ذلك تأمل المشتاق، و تتمايل طربا تمايل العشاق، و تتصدر في المواضع التي لها اشراف، و جاوزت في تلك حد الاشراف، و أكدت ذلك بالاستحسان و زكيته بالثناء و طول اللسان، حتى كأنك تثني على مريم و آسية، و يسليك ما انطوت عليه تلك القلوب القاسية، و تتلذذ به مساء و صباحا، و كأنك ارتكبت أمرا مباحا، و ما غضضت عن ذلك النظرة و سلكت مسلك أولائك النفر، و لأنشرن خبرك في الأوطان، و أشرح حالك في حضرة مولانا السلطان/ 283/ فيعرف منزلتك بين التجار، و يعطل تجارتك بخدمته الشريفة في الأقفار و البحار، أو يدنيك من قربه و هذا جزاؤك و المرء مقتول بما قتل به، و أما ما رميتني به من الفجر، و الأفك و ببّنات الزور، فإن القاضي له عقل حاد، من الأذكياء النقاد، لا يسمع منك تلك الدعوى، و ربما تجر عليك البلوى، فإن من الهوى و الفضول، اتباع العورات لا سيما تجريح العدول، و قد علمت أني توجهت معكم جبرا، و لم يكن لي بذلك خبر، و مع ذلك كنت ممن تركوا بدارهم القلوب و الأرواح، و توجهوا بالأجسام و الأشباح، و تأخرت باختياري في ذلك المجلس إلى وراء، و نبذت ما هناك بالعراء، و لم يكن لي لذلك التفات، و لم تصحبني نظارة و لا مرءاة، و أخذتني هناك سنة من النوم، حتى استغرب ذلك الترجمان من القوم، و لا مني على نومي، مع أني ظللت نائما جل يومي و ها أنا أشرح للقاضي قصتي لينصفني و أستريح من غصتي، و أبينها في بحر خفيف ذي قافية، فإنه ممن يراقب من لا يخفى عليه خافية، و هذا أوان رقم تلك‌


[1] الجعيدي بصفته المدعى عليه و المقصود من الشكوى، يدافع عن نفسه و يكشف عيوب الدعي.

[2] في الأصل خبرا و هي خطأ، نصبها لأجل ضرورة السجع.

اسم الکتاب : إتحاف الأخيار بغرائب الأخبار المؤلف : إدريس الجعيدي    الجزء : 1  صفحة : 328
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست