responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : إتحاف الأخيار بغرائب الأخبار المؤلف : إدريس الجعيدي    الجزء : 1  صفحة : 300

تراب، قطرها نحو عشرين خطوة، أحاط بها سور من عود، علوه يزيد على ذراع واحد، ثم أحاطت به الشوالي متوالية الدوائر، كل دائرة أعظم مما تحتها و أعلى منها ليمكن الاستشراف، و بقي بعد ذلك السور و الدائرة الأولى من الشوالي، و عدد دوائر الشوالي المتصاعدة اثنتا عشرة دائرة و الله أعلم، متفاضلة في العدد كتفاضلها في الكبر، ثم بنيت بيوت من عود محيطة بدائرة الشوالي العظمى، كل بيت يسع أربع شوالي أو ست، و الشوالي و البيوت كلها مبطنة بتوب الموبر الأحمر، ثم جعلت بيوت فوق تلك البيوت و أخرى فوقها، و هكذا حتى صارت خمس طبقات من البيوت، بعضها فوق بعض، ثم جعلت قبة من البلار على الطبقة الفوقية، قناطيرها رقيقة لطيفة من الحديد، و عند دخولنا هذا الطياطروا أنزلونا ببيت متسع غاية بالطبقة الأولى قريب من محل لعبهم، و وجدنا جل تلك البيوت و الشوالي الأرضية عامرة، على كل شيلية منها رجل و امرأة ثم جعلوا في وسط تلك الدائرة التي وسطها تراب مضربة، حشوها بتبن و الله أعلم. و نصبوا خشبة خارجة عن دائرة العود بنحو ذراع، مرتفعة عن الأرض بنحو ذراعين، و نصبت ألواح من عود امتدت منها إلى الأرض بنحو ثلاثين خطوة، ثم أتى أناس نحو اثني عشر رجلا، كل واحد منهم يجري فوق تلك الألواح، و عند وصوله إلى الخشبة المنصوبة يقفز منها و يرتفع في الهواء و يتقلب و ينزل واقفا في وسط تلك المضربة، و هم متتابعون في الجري و الانقلاب، و تكرر عملهم هكذا، ثم أتوا بفرسين و أوقفوهما في الأرض الترابية بين المضربة و سور العود.

ثم أتوا يعدون و قفزوا فوقها متقلبين و كل واحد ينزل واقفا على المضربة، ثم أتوا بفرس ثالث و قرن مع الآخرين، و وقف/ 257/ رجلان فوقها، كل واحد منهما جعل إحدى رجليه على شق ظهر فرس و الأخرى على شق الفرس الذي في الوسط و قبضا بيديهما على عناق الخيل كهيئة الراكع حيث يهوي إلى السجود، ثم قفز أولائك الناس فوق الرجلين اللذين فوق الخيل، و تقلبوا واقعين على المضربة، ثم جاء رجل ثالث و وقف على ظهري الرجلين اللذين فوق الخيل على هيئتهم و قفزوا فوقه كذلك، ثم نزلوا و أتى بفرسين آخرين و قرنا مع الثلاثة الأخيرة فصارت خمسة و انقلبوا فوقها كذلك، و لم يزالوا يزيدون فرسين بعد فرسين حتى صارت تسعة من الخيل مصطفة بين المضربة و سور العود، و انقلب كل واحد منهم عليها و نزل واقفا على المضربة، و منهم‌

اسم الکتاب : إتحاف الأخيار بغرائب الأخبار المؤلف : إدريس الجعيدي    الجزء : 1  صفحة : 300
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست