اسم الکتاب : إتحاف الأخيار بغرائب الأخبار المؤلف : إدريس الجعيدي الجزء : 1 صفحة : 247
مكينة البلار و الزاج
و دخلنا إلى فابريكة صنع الأثاث من الزاج و البلار، فوجدنا فيها بيوت النار متعددة و الخدمة بل المعلمون بيدهم جعبة حديد أرق من المكحلة، فإذا أراد صنع حاجة يدخل رأس الجعبة في بيت النار، و يأخذ التخليطة التي في داخله القدر الذي يكفيه للآنية التي يريد صنعها، و ينفخ في الجعبة فتنتفخ تلك التخليطة لأنها تكون مثل العجين فيفتح له متعلم قالب تلك الآنية قد حفر فيها كهيئتها فيضعها في القالب و هي لاصقة في رأس الجعبة، فيسد المتعلم القالب فينفخ المعلم في الجعبة حتى يعلم أن الريح الخارج من فيه قد ملأ القالب، و يبقى بينهما جرم الآنية، فيفتح القالب و ينزعها و يقطعها من الجعبة بعدما يدخلها بيت النار، و يدخل في فمها قضيبا من حديد و يديرها به على حديد مبسوط، و يجعل عليها شيئا من الماء أو الدهن، و يصير يعدل فاها بذلك القضيب، بعدما يمسكها بآخر من قعرها و بآخر في رأسه شيء يسير من تلك التخليطة، فإذا تم تعديلها يضرب القضيب الماسك لها ضربة خفيفة فينفصل عن قعرها، فيأخذها متعلم و يضعها بمحل آخر. هكذا رأيناهم يصنعون جعبات لآنيات وقود الغاز، و آخرون يصنعون الأباريق بالأيدي هكذا، بعد ما يعدل فم الإبريق الذي يكون/ 198/ فمه معكوفا إلى أسفل يأخذ رجل آخر
[1] «... بعد ذلك توجهوا إلىVal St Lambert لصناعة الزجاج و الكريسطال، التي أثارت غرابة و إعجاب السفير و مرافقيه لأنهم حضروا تلفيق أجزاء الزجاج، كزجاج المصابيح، و الكؤوس و القارورات ... و جابوا المخازين و تفحصوا باهتمام المواد التي أصبحت جميلة». جريدة ابروكسيل.
G. D. B. R. A. ler Belgique( j. de Bruxelles ).
[2] انظر شرح طريقة صناعة الزجاج بالصفحات: 155، 156، 157، 158.