اسم الکتاب : إتحاف الأخيار بغرائب الأخبار المؤلف : إدريس الجعيدي الجزء : 1 صفحة : 231
العظيمة، و وجدنا بين أيديهم صورة بطن آدمي هائل الخلقة، و هم ينزعون منه ما هو زائد على ذاته حين الفرغ، و يحاولون وقوفه بالبوجي بعدما ربطوه من تحت إبطيه بالقنانيب، ثم وجدنا خدمة في بيت آخر يبردون بعض الأثاث الرقيقة التي خرجت من القوالب، و احتاجت إلى التصفية. و وجدنا مكينة عظيمة في بيت آخر، يخرج الريح من بعض جهاتها كصوت الثور، و يمر بعضه على كير مجمر حداد هناك يصنع حوائج أخرى، و هذه المكينة تدير نواعير كثيرة كل ناعورة قبالتها رجل أمامه آلة الخرط، يركب الحاجة التي يريد خرطها في محلها، منها ما يكون كالقضيب فيمسك من الرأسين، و منها ما يدخل في فرجة كبعض خواء المسك. و تصير الناعورة تدور، و هو يأخذ بآلة الخرط من ذلك المخروط على الكيفية المرادة، و تفعل آلة الهند في ذلك الصفر و النحاس مثل ما تفعله عندنا في العود.
الحوائج المصنوعة عندهم في بعض الأماكن
و في يوم الأحد/ 180/ التاسع من جمادى الثانية ركبنا مع الباشدور إلى دار تسمى عندهم دار موزي، و هي عندهم لحفظ السلاح القديم و آلة الحرب القديمة، مثل الدار التي رأينا في باريس، فعند دخولنا لها وجدنا في سفيلها المدافع التي استنبطوها أولا، و هي رقيقة طويلة، كل مدفع موجود في سريره كالمكحلة، و له رويضتان، و في خزنته فرجة يخرج منها قطعة من دائرة من حديد، ثابتة في أجزاء الكريطة، مأخوذة هناك لارتفاع المدفع أو خفضه. و في أحد البيوت تصاوير خيل، و أناس بالزرد راكبون عليها و بأيديهم المزارد. و خزانة فيها سلاح كثير قديم، و في صندوق من زاج مكاحيل تركية على أشكال، و خزانتان فيها شواقير مفضضة، و أخريان فيهما كوابيس منبتة بالفضة من عمل الترك. و وجدنا معها مكحلة