اسم الکتاب : إتحاف الأخيار بغرائب الأخبار المؤلف : إدريس الجعيدي الجزء : 1 صفحة : 175
المواطن و سكانها، و شرع يعدها. فقلت له ما اسمك؟ فقال اسمه شلطون و أنه كبير على ثلاثة آلاف من العسكر، لأنه كان استفهمني عن اسمي فبينته له. و أخبرني أن زوجة كبير الدولة تكلمت معه في السلك في الساعة العاشرة ليلا من أمسه، لأن السلك مركب من دار كبير الدولة إلى دور الكبراء و الأعيان، كما أخبرني به. و قالت له ما مضمنه: إننا نستدعيك للحضور عندنا غدا ليلا، لأن باشدور سلطان مريكوا يأتي لدارنا، ثم قال كيف جاءتك بلدنا، فقلت: ما رأيت أحسن منها نظافة و تزويقا، و صنائع و عجائب لم أرها في غيرها. فقال لي أنتم معشر العرب لكم ألسن كالعسل/ 108/ ما أحسنها لو كانت مثل قلوبكم، فقلت له الناس ليسوا على صفة واحدة، و طبيعة متحدة، بل هم كما قيل:
الناس كالأرض و منها هم* * *من خشن الطبع و من لين
نجندل تدمى به أرجل* * *و إثمد يجعل في الأعين
و فهمته في مضمن البيتين حتى فهمهما، فقال حقا ما تقول، و لكن الكثير من الناس على ما ذكرت لك، و حين فرغوا من الأكل خرجوا لقبة أخرى فيها شوالي عديدة، و كنابي كثيرة كلها بالموبرة الحمراء و صاروا واقفين كل اثنين أو ثلاثة
[1] حصلت فرنسا عن طريق الرحلات الدراسية و الاستطلاعات التي قام بها عدد من الضباط و الجواسيس، مثل رحلة الضابطان كولونيوColonnien و بورينBurin عام 1857 م، و رحلة كولونيو سنة 1860 م، و رحلة الألماني رولفRholfs سنة 1864 م، و رحلة الضابطGalliffet سنة 1873 م و غيرهم.
على معلومات جغرافية و اقتصادية و بشرية و ثقافية حول أوضاع التوات. (نفس المرجع/ 74).
[3] معدن الكحل الذي تزين به الأعين. و البيتان من بحر السريع.
[4] عندما ينتهي تناول الطعام، و يتأكد سيد البيت من أن الجميع قد أنهوا طعامهم، يبدي بإيماءة بسيطة إلى الحاضرين إيذانا بقيامه من مقعده، فيقوم كل رجل بعده إلى الصالون الكبير حيث تدار القهوة، و المشروبات. (نفس المرجع السابق).
اسم الکتاب : إتحاف الأخيار بغرائب الأخبار المؤلف : إدريس الجعيدي الجزء : 1 صفحة : 175