اسم الکتاب : إتحاف الأخيار بغرائب الأخبار المؤلف : إدريس الجعيدي الجزء : 1 صفحة : 162
ماء، و الجعبات موضوعة عليها، و تكلم مع بعض الخدمة، فأخذ سكينا صغيرا بيده و عقده في قطعة سلك و أرسله في ذلك الماء، و قبض رأس السلك الآخر و حكه في تلك الجعبة، ثم استخرجها عاجلا فإذا بالقدر الذي كان في الماء خرج مفضضا حينه، ثم أرسلها كذلك في صندوق آخر مراعيا لذلك العمل، و ترك منها قدرا مفضضا و أخرجها، فإذا بالقدر الذي كان منها في ذلك الماء خرج مذهبا تذهيبا جيدا، ثم أرسلها في صندوق آخر، و أخرجها منه بعدما حك رأس السلك في الجعبة، و ترك منها قدرا مذهبا، و أخرجها فإذا بالقدر الذي كان منها في ذلك الماء خرج مذهبا تذهيبا دون الآخر، يضرب إلى الخضرة. ثم رجعنا في الأكداش إلى محل نزولنا.
الدار التي تباع فيها أواني البلار
و في مساء/ 89/ يوم الثلاثاء العشرين منه ركبنا في أكداش المخزن أيضا، و سارت بنا إلى أن وصلنا إلى محل قيل لنا تباع فيه أواني الزاج و الثريات و غيرها.
فدخلنا إليها فوجدنا في أسفلها صناديق عود تملأ بالأواني لتسافر لمحل آخر. فصعدنا إلى طبقة فوجدنا فيها كتابا عديدين بيد كل واحد كناش و مكتبة. ثم صعدنا إلى الطبقة التي فوق هذه فوجدنا براحها متسعا غاية. طوله مائة و سبعون رخامة، كل رخامة طولها أقل من ذراع بقليل، و عرضها نحو ست و ثلاثين رخامة، و هي مقبية
[2] حتى بداية ق 19 م كان المخزن أو الدكان الصغير أو المتوسط، و تجارة الباعة الجوالين، هما الشكلان التقليديان للتجارة، و مع بداية التصنيع (و ارتفاع مستوى الاستهلاك) ظهرت أنواع جديدة من المشاريع و هي المؤسسات الكبرى التي يمكننا أن نتفحص و نلمس البضائع، و أن نشتريها من أجنحة مختلفة ..
إلخ. و أول مخزن كبير وجد في فرنسا مثلا هو «لوبون مارشيه» سنة 1832 م، ثم تطورت إلى صيغة المخازن المتعددة الفروع. (موسوعة عربية عالمية). و لعله يقصدGaleries Lafayette .