اسم الکتاب : إتحاف الأخيار بغرائب الأخبار المؤلف : إدريس الجعيدي الجزء : 1 صفحة : 110
يخبره بإشرافنا إلى الدخول، فطار به و رجع و صادفنا قرب باب/ 13/ المدينة، فرجع معنا متقدما أمامنا و نحن في أثره قاصدين محل النزول الذي تقدم ذكره، إلى أن وصلنا إليه سالمين، و لمولانا سبحانه حامدين شاكرين. و بعد هنيهة تلاقينا بالباشدور المذكور مهنئين لسيادته بسلامته و عافيته، فسر بقدومنا و انبسط، و ارتفع عنه ما كان يتوهمه بتأخيرنا حسبما ذلك مضى و فرط، و وجدناه نازلا بقبة الدويرة المذكورة، و فيها قبالة الداخل إليها صالة مزخرفة ذات سراجم كبار لها دفف من الساج و أخرى من الزاج مشرفة على الأسد الضاري بغاز البحر الجاري.
و هناك نظرة فائقة، و مسرة للقلب رائقة، فحين رأينا ذلك المنظر البهي و الرونق الشهي، أخبرنا الباشدور المذكور أنه عينه لنزولنا فيه مع أنه مرتفع من مقعده، فكان اللائق بمنصبه أن يكون منزله به لمناسبته لمرتبته العظيمة، و إنما تأخر عنه و رفعنا إليه رفع الله/ 14/ قدره، برورا منه و واضعا، خلد الله في الصحائف مآثره الحسنى و ذكره، و أخبرنا رعاه الله أن نائب مولانا المفوض إله المعول في الأمور البرانية عليه، قطب العقلاء، و أوحد النبلاء، ذا الرأي السديد و الجد و الإجتهاد السديد، الذي انتعش بتصدره لتلك الرتبة غربنا أتم انتعاش.
[1] سفيري فرنسا بطنجة أخبر وزارته بباريس بقدوم السفير الزبيدي إلى طنجة، مع تقرير مفصل عن مرافقيه. طنجة 27 ماي عام 1876 م.
M. A. E. F.( A. D ), CorresPondance Politique. Maroc, Volume 04, Folio 151, 251.