وهنا نقول إذا اشترط الصانع (البائع) الصيانة، فهل يجوز للمشتري ان يتنازل عن شرط الصيانة، فإذا ظهر عيب ولم يتمكن من ردّ السلعة يأخذ الارش؟

الجواب: ليس له ذلك لان شرط الصيانة كما هو حقّ للمشتري هو حقّ للبائع حيث إنّه يفيد البائع أيضاً، فللبائع ان لا يتنازل عن حقّه في الصيانة التي معناها أن المشتري ليس له حقّ المطالبة بالارش إذا كان بالإمكان إصلاح السلعة بدون إعطاء الارش للمشتري. فلاحظ.

واما إذا كان شرط الصيانة موجوداً ووقت الصيانة باقٍ، فالعيب الذي يظهر في السلعة وكان موجوداً قبل العقد الثاني يأتي فيه ما تقدم من ان شرط الصيانة يرفع موضوع الارش أو الردّ بالعيب. فلاحظ.

أما الشكل الرابع عقد تأمين الصيانة:

فهو عقد يلتزم فيه طالب التأمين بدفع مبلغ معيّن لقاء التزام المؤمِّن بدفع تعويض عن الضرر الذي يلحقّ بالمستأمِن إذا وقع الخطر المؤمَّن ضدّه خلال فترة معيّنة (كسنة مثلاً) وهذا يشبه عقد الصيانة العلاجية الطارئة ((لا الوقائية)) سوى ان الصائن لا يلتزم عادة تقديم مبلغ مالي يعوّض ربّ الآلة عن الضرر الذي يحدث عن العطل الطاريء، بل يلتزم إصلاح العطل وتبديل القطع التالفة حينما يلزم ذلك.

وهذا العقد راجع إلى صحة عقد التأمين أو بطلانه، فإذا قلنا إن عقد التأمين بين شركة التأمين والمستفيد من هذا العقد صحيحٌ بملاك ((الهبة المعوّضة بالالتزام بالتعويض عن إصلاح الضرر الذي يحدث في الآلة، أو بملاك الصلح أو الضمان أو بملاك كون التأمين هو عقد جديد يشمله أوفوا بالعقود بان يكون قسط التأمين مقابل التزام المؤمِّن بتدارك الخسارة الحاصلة في الآلة مثلاً)).

فهنا يكون عقد تأمين الصيانة أيضاً صحيحاً سواء أعطت شركة التأمين