وكأنه قد اقتطع منه ثلاثة ارباعه أو أكثر نتيجة للتضخم الذي تعاني منه معظم الدول، مثلاً لو أن أحداً اقرض آخر مبلغ عشرة الاف دينار عراقي في سنة 1970م لمدة 40 سنة وفي سنة 2010م يريد المقترض أن يرجع المبلغ فكم يرجع؟ هل يراجع عشرة الاف دينار، وقد كان حين استلمها تساوي اربعة بيوت مجللة، والآن تساوي ثمانية دولارات؟!! وقد ينعكس الأمر كما لو استدان شخص الآن عشرة الآن دينار عراقي لحصوله على وجبة غذاء له على أن يسددها بعد سنة مثلاً، ثم نتيجة ظروف خاصة ارتفع الدينار فاصبح كل دينار يساوي 2/1 دولار أي ارتفعت قوّته الشرائية فهل يرجع بعد سنة عشرة الاف دينار التي تساوي خمسة الاف دولار أو يرجع القيمة الشرائية لها حين الاقتراض الذي كانت تساوي وجبة غذاء متواضعة؟!!

وهكذا إذا كان مهر المرأة الف وخمسمائة دينار عراقي قبل 40 سنة واراد الزوج طلاق زوجته واعطائه مهرها الغائب فهل يعطي الاف والخمسمائة دينار كما هي الآن أو يعطي قيمتها الشرائية حين العقد حيث كان يتغنى بمن يكون مهرها الف دينار وخمسمائة ويتبجح.

وكذا من باع بيته لطالب علم على أن يسدد المبلغ متى ما استطاع قبل 40 سنة، وكان ثمن البيع خمسة الاف دينار عراقي، وقد هرب طالب العلم من العراق نتيجة محاربة السلطة لطلاب العلوم الدينية وبعد سقوط صدام رجع إلى العراق وأراد سداد دينه لأنه أصبح متمكناً من السداد فهل يسدد خمسة الاف دينار عراقي أم يسدد قيمتها وقت العقد؟!

أقول: إن انهيار قيمة النقد له اسبابه، واسبابه هي:

(1) الازمات الاقتصادية الناتجة عن المشاكل الاجتماعية والمشاكل