اسم الکتاب : دراسات في ولاية الفقيه و فقه الدولة الاسلامية المؤلف : منتظري، حسينعلي الجزء : 1 صفحة : 476
بيان الاستدلال بالرواية هو أن أهم شؤون الرسل و منهم رسولنا الاكرم 6 علي مامر منا ثلاثة : بيان أحكام الله
- تعالي -، و فصل الخصومات، و اجراء العدالة الاجتماعية باقامة دولة حقة علي أساس أحكام الله - تعالي - و
قوانينه العادلة كما صنع رسول الله 6. و ليس شأن الرسل مجرد بيان أحكام الله فقط.
و علي هذا فالفقيه اذا جعل أمينا للرسل صار أمينا لهم في جميع شؤونهم العامة علي مايقتضيه اطلاق اللفظ. و
الاعتراض بعدم جريان الاطلاق في المحمولات قدمر الجواب عنه بالتفصيل، و أنه لافرق بينها و بين
الموضوعات .
و قدمر في تفسير قوله - تعالي - : "ان الله يأمركم أن تؤدوا الامانات الي أهلها" أخبار يظهر منها كون الولاية من
أوضح مصاديق الامانة .
و مر في رواية العلل في بيان علل جعل أولي الامر قوله (ع): "منها: أن الخلق لما وقفوا علي حد محدود و أمروا أن
لايتعدوا ذلك الحد لما فيه من فسادهم لم يكن يثبت ذلك و لايقوم الا بأن يجعل عليهم فيه أمينا يمنعهم من التعدي و الدخول
فيما حظر عليهم ." فعبر عن الوالي بالامين .
و يمكن أن يقال : ان هم كل رسول صلاح أمته، و لاتصلح الامة و لاتبقي الا بدولة عادلة تدبر أمورها و تضمن
بقاءها، فمعني كون الفقهاء أمناء الرسل كونهم أمناء في حفظ الامة، و الامانة المفوضة الي الفقيه هي أمة الرسول،
فيجب تأمين صلاحها و بقائها باقامة الدولة العادلة . هذا.
ولكن بعد اللتيا و التي ، يمكن الخدشة في الاستدلال بالرواية علي مسألة الولاية أولا بما مر من الاشكال ثبوتا.
و ثانيا بأنه بالتعمق في ذيلها يظهر أن المراد بيان الفقيه الذي يعتمد عليه في بيان أحكام الله - تعالي - .
فالفقيه الملتزم بالدين المستقل بالرأي يكون أمينا يعتمد عليه في بيان الاحكام، و الفقيه الداخل في الدنيا المتبع
للسلطان تجب الحذر منه في الدين فان علماء السوء المرتزقة من السلاطين يحرفون كلام الله و يأولونه علي وفق
اسم الکتاب : دراسات في ولاية الفقيه و فقه الدولة الاسلامية المؤلف : منتظري، حسينعلي الجزء : 1 صفحة : 476