اسم الکتاب : دراسات في ولاية الفقيه و فقه الدولة الاسلامية المؤلف : منتظري، حسينعلي الجزء : 1 صفحة : 470
قلت : بل المتبادر من لفظ الانبياء في المقام كونه عنوانا مشيرا الي الذوات الخارجية، فكأنه قال : العلماء ورثة
ابراهيم و موسي و عيسي و محمد6 مثلا. و لوقيل كذلك كان الظاهر منه الوراثة في جميع شؤونهم الا ماثبت
خلافه .
هذا مضافا الي أن الموضوع لاولوية نبينا6 في الاية الشريفة هو عنوان نبوته، فمقتضي - وراثة العلماء منه
انتقال الاولوية اليهم .
هذه غاية تقريب الاستدلال بالروايات المذكورة .
ولكن لايخفي أن الظاهر عدم كون الجملة انشائية متضمنة للجعل و التشريع، بل خبرية حاكية عن أمر تكويني و
هو انتقال العلم الي العلماء. و لسان الروايات لسان بيان الفضيلة للعلم و التعلم و الطالبين للعلم، كما يشهد بذلك قوله :
"ان الانبياء لم يورثوا دينارا و لادرهما ولكن ورثوا العلم، فمن أخذ منه أخذ بحظ وافر." فالمراد بالوراثة هي الوراثة في
العلوم و المعارف . و مع وجود هذه القرينة المتصلة يشكل الحمل علي الانشاء و اثبات جميع شؤون الانبياء لهم
بالجعل و التشريع .
هذا مضافا الي أن مايشترك فيه جميع الانبياء هو العلم بالمعارف و الاحكام .
و أما الولاية فلادليل علي ثبوتها للجميع و لاسيما في الانبياء الموجودين في عصر وصقع واحد، ككثير من
أنبياء بني اسرائيل . و عدم دخالة الوصف العنواني في الموضوع و كونه عنوانا مشيرا خلاف الظاهر جدا.
و كيف كان فالاستدلال بالروايات المذكورة لاثبات نصب الفقيه واليا بالفعل في غاية الاشكال، فتدبر.
اسم الکتاب : دراسات في ولاية الفقيه و فقه الدولة الاسلامية المؤلف : منتظري، حسينعلي الجزء : 1 صفحة : 470