اسم الکتاب : نظام الحكم في الاسلام المؤلف : منتظري، حسينعلي الجزء : 1 صفحة : 302
عبدالله(ع) عن رسول الله6 : "ان الله قد جعل لكل شئ حدا وجعل لمن
تعدي ذلك الحد حدا"[1].
وواضح أن الحد في مثل هذا الخبر أعم من الحد المصطلح، اذ هو لا يثبت
الا في موارد خاصة .
اذا عرفت ما ذكرناه فاعلم أن هنا جهات يجب البحث فيها:
الاولي - في اهتمام الاسلام باقامة الحدود والتعزيرات :
لا يخفي أن ادارة المجتمع وحفظ النظام وأمن السبل واقامة القسط والعدل
تتوقف علي تحديد الحريات ووضع المقررات، وعلي تأديب المتخلفين ومجازاة
المجرمين . اذ لولا خوف أهل الفساد من العقوبة والخذلان لما بقي للنفوس
والاعراض والاموال حرمة، ولاختل أمر الحياة وشاعت الفوضي والهرج .
والاسلام بجامعيته لجميع ما يحتاج اليه الانسان في معاشه ومعاده وما به
صلاحه في الدارين اهتم بهذا الامر: قال الله - تعالي - : (لقد أرسلنا رسلنا
بالبينات وأنزلنا معهم الكتاب والميزان ليقوم الناس بالقسط وأنزلنا الحديد فيه
بأس شديد ومنافع للناس ...)[2].
والظاهر من الروايات ومن فتاوي الاصحاب أن اقامة الحدود بحسب
الطبع واجبة لا يجوز تعطيلها: ففي خبر ميثم، عن أمير المؤمنين (ع): "... يا محمد
من عطل حدا من حدودي فقد عاندني وطلب بذلك مضادتي"[3].
نعم، لو تاب المجرم قبل قيام البينة عليه سقط الحد، كما أنه لو كان الثبوت