اسم الکتاب : نظام الحكم في الاسلام المؤلف : منتظري، حسينعلي الجزء : 1 صفحة : 224
هذه الامور ويحددون الاختيارات والحريات التي جعلها الله - تعالي - في طباع
البشر. ويوجب ذلك :
أولا: كراهة الامة وبغضائها في قبال الحكومة .
وثانيا: كثرة العصيان والهتك لها.
وثالثا: احتياج الحكومة الي استخدام موظفين كثيرين للتدخل والتحديد
والمراقبة .
ورابعا: الي وضع ضرائب كثيرة فوق طاقة الاشخاص لمصارف الموظفين
وأجهزتهم .
ولنذكر مثالا من تحديد النبي 6 وتدخله بما أنه كان واليا وحاكما في
هذا السنخ من الامور مقتصرا علي قدر الضرورة :
ففي رواية حذيفة عن أبي عبدالله(ع) قال : "نفد الطعام علي عهد رسول
الله6 فأتاه المسلمون فقالوا: يارسول الله، قد نفد الطعام ولم يبق منه شئ الا
عند فلان، فمره ببيعه . قال : فحمد الله وأثني عليه ثم قال : يا فلان، ان المسلمين
ذكروا أن الطعام قد نفد الا شئ عندك فاخرجه وبعه كيف شئت ولا تحبسه"[1]
فانه 6 بمقتضي الضرورة الزم البيع في مورد الاحتكار ولكنه لم يسعر، اذ لم
تكن فيه ضرورة في ذلك العصر.
وكيف كان فالاحكام الولائية الصادرة عن اضطرار انما تتقدر بقدر
الاضطرار والضرورة .