اسم الکتاب : نهاية الاصول المؤلف : منتظري، حسينعلي الجزء : 1 صفحة : 22
و بعبارة أخري : المعني الحرفي عبارة عن حقيقة الربط و مصداقه الخاص المتحقق بتبع الطرفين، و هي الموضوع له لكلمة "من"
مثلا، فيكون الموضوع له للحروف خاصا لامحالة .
و قال شيخنا الاستاذ صاحب الكفاية (قدس سره) في المقام ما حاصله : ان حال الموضوع له و المستعمل فيه في الحروف حالهما في
الاسماء، اذ الخصوصية المتوهمة ان كانت هي الموجبة لكون المعني جزئيا خارجيا فمن الواضح أن كثيرا ما لا يكون المستعمل فيه
فيها كذلك ; بل كليا، و لذا التجاء بعض الفحول الي جعله جزئيا اضافيا، و هو كماتري ; و ان كانت هي الموجبة لكونه جزئيا ذهنيا;
حيث انه لايكون المعني حرفيا الا اذا لوحظ حالة لمعني آخر و من خصوصياته ; فالمعني و ان صار بهذا اللحاظ جزئيا; الا أن هذا
اللحاظ لايكون مأخوذا في المستعمل فيه .
أما أولا: فلانه يلزم وجود لحاظ آخر متعلق به حين الاستعمال، بداهة أن تصور المستعمل فيه مما لابد منه في الاستعمال، و
هو كماتري .
و أما الثاني : فلانه يلزم أن لايصدق علي الخارجيات ; فامتنع امتثال مثل "سر من البصرة" الا بالتجريد.
و أما ثالثا: فلانه ليس لحاظ الالية في الحروف الا كلحاظ الاستقلال في الاسماء، و كما لايكون هذا اللحاظ معتبرا في
المستعمل فيه فيها; فكذلك ذاك اللحاظ في الحروف .
ان قلت : علي هذا لم يبق فرق بين الاسم و الحرف في المعني، و لزم كون مثل كلمة "من" و لفظ الابتداء مترادفين صح استعمال
كل منهما في موضع الاخر.
قلت : الفرق بينهما انما هو في اختصاص كل منهما بوضع، حيث وضع الاسم ليراد منه معناه، بما هو هو و في نفسه، و الحرف ليراد
منه معناه لا كذلك، فاختلافهما في الوضع يكون موجبا لعدم جواز استعمال احدهما في موضع الاخر، و ان اتفقا فيما له الوضع، و قد
عرفت أن نحو ارادة المعني لايكاد يمكن أن يكون من خصوصياته و مقوماته . (انتهي).
أقول : قد عرفت مما ذكرنا أن الفرق بين المعني الاسمي و الحرفي فرق جوهري ذاتي، و أن المفهوم الاسمي مفهوم مستقل كلي ; و
المعني الاداتي حقيقة ربطية مندكة في الطرفين، و أين أحدهما من الاخر؟ و ليس الفرق بينهما بصرف اشتراط الواضع، و بذلك
يعلم أيضا أن الخصوصية في المقام ليست هي الموجبة لكونه جزئيا ذهنيا حتي ترد عليه الاشكالات الثلاثة، بل المعني الحرفي
جزئي حقيقي، حيث ان المراد به حقيقة الربط و مصداقه المتحقق بتبع الطرفين، و لامحالة يكون جزئيا حقيقيا، و لاينافي ذلك
كلية الطرفين و المرتبطين، فالنسبة الخبرية الموجودة في قولنا: "الانسان كاتب" مثلا نسبة جزئية خاصة بها تحقق الربط بين
اسم الکتاب : نهاية الاصول المؤلف : منتظري، حسينعلي الجزء : 1 صفحة : 22