responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : نهاية الاصول المؤلف : منتظري، حسينعلي    الجزء : 1  صفحة : 21
الصدور و الابتدائية و الانتهائية، كما تتصور ماهية السير، و ذات الفاعل، و البلدتان، و يقال في مقام حكايتها: السير - الصدور - أنا - الابتداء - البصرة - الانتهاء - الكوفة . فيكون الموجود في الذهن في هذا اللحاظ سبعة معان مستقلة متفرقة، لاربط بينها أصلا، يعبر عنها بسبعة ألفاظ غير مرتبطة، فما كان بحسب اللحاظ الاول رابطة بالحمل الشائع يصير بحسب اللحاظ الثاني مفهوما مستقلا يحتاج في ارتباطه بالغير الي رابط، فيقال مثلا: ابتدأت من البصرة أو يقال : ابتداء السير البصرة، فيرتبط مفهوم الابتدائية بغيره بوسيلة كلمة "من" أو بهيئة الاضافة .

والحاصل : أن عالم الذهن و التصور لما كان أوسع من عالم الخارج و التحقق، فيمكن أن يوجد فيه نقش الخارج من دون تفاوت، فتكون المعاني مرتبطة فيه بحقيقة الارتباط علي وزان ما في الخارج، و يمكن أيضا أن يوجد فيه ما كان بحسب اللحاظ الاول حقيقة ربطية مندكة، بنحو الاستقلال في قبال سائر المعاني المستقلة .

اذا عرفت هذا فنقول : المعني الحرفي عبارة عن المفهوم الاندكاكي الذي به يحصل الربط بين المفاهيم المستقلة، و يكون بحسب اللحاظ من خصوصيات المفاهيم المستقلة، و المعني الاسمي عبارة عن المفاهيم المستقلة المتفرقة في حد ذاتها.

و بعبارة اخري : حقيقة الارتباط و التخصص المتحقق في الخارج بنحو الفناء و الاندكاك في الطرفين، ان وجدت في الذهن علي وزان وجودها الخارجي يكون معني أداتيا، و ان انتزع عنها مفهوم مستقل ملحوظ بحياله في قبال مفهومي الطرفين يصيرا مفهوما اسميا. فلفظ الابتداء مثلا موضوع لمفهوم الابتدائية المنتزعة عن الطرفين، والملحوظة بحيالها في قبال الطرفين، بحيث صار بنفسه طرفا يحتاج الي الربط، و لفظة "من" موضوعة لحقيقة الارتباط الابتدائي التي توجد في الذهن، بنحو الاندكاك في الطرفين، كما في الخارج، و بها يحصل الربط بينهما.

و بهذا البيان ظهر: أن الفرق بين المعني الحرفي و المفهوم الاسمي فرق جوهري ذاتي و أنهما سنخان من المعني، وضع لاحدهما الاسم، و للاخر الحرف .

ما هو الموضوع له في الحروف ؟:

و ظهر أيضا: أن الموضوع له في الحروف لايعقل أن يكون عاما، لما عرفت من أن الموضوع له لكلمة "من" مثلا، ليس هو مفهوم الابتدائية الذي هو معني كلي، بل هو حقيقة الارتباط الابتدائي الخاص المندك في الطرفين .
اسم الکتاب : نهاية الاصول المؤلف : منتظري، حسينعلي    الجزء : 1  صفحة : 21
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست