responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : نهاية الاصول المؤلف : منتظري، حسينعلي    الجزء : 1  صفحة : 135
طابق الحكم الظاهري للواقع كان عين الواقع ; حيث ان المقصود من كليهما و ما هو روحهما أمر واحد; لما عرفت من أن نفس ارادة الفعل و الشوق اليه صارت داعية للبعث الواقعي أولا، و البعث الظاهري ثانيا; حتي يتسبب بهما اليه . و ان خالف الحكم الظاهري للواقع كانت صورة حكم لاحقيقة لها; من جهة عدم وجود الارادة علي طبقه، و عدم كون متعلقه محبوبا للمولي، و متعلقا لشوقه، و انما تعلق به القصد قهرا من جهة عدم تميز صورة المخالفة من صورة الاصابة .

والحاصل : أن ما هو المشتاق اليه أولا للمولي و ما هو العلة الغائية للبعث هو نفس الفعل المشتمل علي المصلحة ; و ارادته روح الحكم و حقيقته ; غاية الامر أنه تتولد من هذه الارادة ارادة متعلقة بسببه أعني البعث و الخطاب، فان له نحو سببية في النفوس التي لها ملكة الانبعاث من أوامر المولي ; و ارادة الفعل ثابتة بنحو الاطلاق، و لذلك أثرت في ايجاد خطاب مطلق غيرمرهون بالعلم و الجهل ; و لكن لما كان ايجاده لغرض الانبعاث، و كان الانبعاث منه متوقفا علي العلم به ; فلامحالة تصير ارادة الانبعاث منه مقصورة علي صورة العلم به، بمعني أن المولي بعد علمه بعدم قابلية الخطاب للتأثير في نفس العبد من جهة جهله به لايعقل أن تنقدح في نفسه ارادة انبعاثه من هذا الخطاب الخاص، و لكن لايضر ذلك باطلاق ارادة الفعل و الشوق اليه، بما هو هو، لابما أنه متسبب اليه بهذا الخطاب ; و حينئذ فان كان جعل خطاب آخر طريقي مستلزما للمشقة الشديدة مثلا، لزمه رفع اليد عن واقعه ; و ان لم يكن كذلك أو كان الواقع بمثابة من الاهمية، بحيث لا يمكنه رفع اليد عنه، لزمه جعل حكم ظاهري طريقي ; ليصير هو الباعث للعبد، بعد خيبة الخطاب الاول . فالعلة الغائية لكلا الحكمين، و ما هو روحهما أمر واحد، و هو نفس ارادة الفعل و هي ثابتة في حال الجهل بالخطاب الواقعي أيضا; و لذا أثرت في ايجاد الخطاب الظاهري .

نعم ; ارادة الانبعاث من الخطاب الواقعي نحو الفعل غيرثابتة في حال الجهل ; و انما الثابت حينئذ ارادة الانبعاث من الخطاب الظاهري نحوه، و علي هذا فان أريد بالحكم الواقعي نفس ارادة الفعل، قلنا انه فعلي في حال الجهل أيضا، والخطاب الظاهري أيضا عينه ان طابقه و صوري ان خالفه، و ان أريد به ارادة الفعل، و لكن لامطلقا بل الفعل الذي يحصل خارجا بسبب داعوية الخطاب الواقعي ، و بعبارة أخري ارادة الانبعاث من الخطاب الواقعي نحوه، قلنا انه شأني في حال الجهل ; لما عرفت من أن ارادة الانبعاث قاصرة عن شمول مورد الجهل، و الفعلي حينئذ عبارة عن الخطاب الظاهري ، فانه الذي أريد الانبعاث منه فعلا نحو الفعل .
اسم الکتاب : نهاية الاصول المؤلف : منتظري، حسينعلي    الجزء : 1  صفحة : 135
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست