اسم الکتاب : موعود الاديان المؤلف : منتظري، حسينعلي الجزء : 1 صفحة : 469
حتي و ان كان جاهلا و فاسقا، فمن الطبيعي أن هذا نقض للغرض و يفضي
بالناس و بالامة الي مسير الانحطاط و الضلال .
و جملة "ما ان تمسكتم بهما لن تضلوا أبدا" الواردة في حديث الثقلين
تدل علي هذا المعني أيضا. و هناك أحاديث أخري يمكن اتخاذها قرينة
لتفسير هذا الحديث بالائمة الاثني عشر، و لكننا لا ندخل في بيانها تجنبا
للاطالة .
و علي صعيد آخر لا يمكن القول أن المراد من امام الزمان في هذا
الحديث هو الامام العادل، و ليس الامام المعصوم ; و ذلك أولا: لان كلمة
"المعرفة" لها صلة بالجانب الاعتقادي و المبدئي ، و استعمال كلمة المعرفة
لغير المعصوم غير متداول و لا هو معروف حتي و ان كان عادلا.
و ثانيا: أن ميتة الجاهلية بشكل مطلق في حالة عدم معرفة الامام
تصدق علي عدم معرفة الامام المعصوم لا الامام العادل غير المحفوظ من
الجهل و الخطاء و الزلل حتي في الصغائر. و الدليل علي ذلك حديث رواه
المرحوم الصدوق عن محمد بن عثمان العمري - النائب الثاني للامام
المهدي (عج) - و جاء فيه :
ان النائب الثاني للامام المهدي (عج) قال : "سمعت أبي
الحسن العسكري (ع) يقول - في جواب السؤال عن الحجة
بعده - : "الحجة بعدي ابني"، ثم قال : "من مات و لم يعرف
امام زمانه مات ميتة جاهلية"[1].
[1] منتخب الاثر، ج 1، ص 275 نقلا عن المستدرك، ج 3، ص 149 .
اسم الکتاب : موعود الاديان المؤلف : منتظري، حسينعلي الجزء : 1 صفحة : 469