اسم الکتاب : موعود الاديان المؤلف : منتظري، حسينعلي الجزء : 1 صفحة : 294
و الهدف من الانسان الكامل تجلي أسماء و صفات الله تعالي، التي
تظهر في مرآة النبوة و الامامة و بتعبير آخر : الهدف الاسمي من ايجاد نوع
الانسان هو الانسان الاكمل، و تحقيق هذا النوع تم بايجاد الانسان الاول و
هو آدم أبوالبشر، و كان هو أول انسان كامل، و لطالما كان هذا النوع
الانساني متحققا بالخارج سيكون هناك انسان كامل متجسما في أفراد
متنوعين (الانبياء و الائمة)، و في غير هذه الصورة سيحصل تعطيل للمبداء
و العلة الغائية لهذا العالم، فكما أن تخلف المعلول عن علته الفاعلة محال فكذا
تخلفها عن علتها الغائية .
و في الحقيقة أن تهيئة و اعداد الانسان الكامل مثل تهيئة و اعداد
الفاكهة الجيدة، فلكي يحصل عليها الانسان فانه يقوم بزراعة البساتين و
رعايتها و تحمل صعوبات العمل لحفظها و... و بدون تحقيق هذا الهدف و
الغاية المذكورة ستكون خلقة العالم ضرب من اللهو و العبث، فلابد من
وجود هذه الغاية في أي زمان ; و الا فسيفقد العالم المادي فلسفته و وجوده
و يفني .
هناك روايات كثيرة ناظرة الي هذا الموضوع جاءت في تعابير مختلفة تقول :
"لو بقيت الارض بغير امام لساخت"[1].
و جاء في رواية متواترة بين السنة و الشيعة :
"من مات و لم يعرف امام زمانه مات ميتة الجاهلية"[2].
و يستفاد من هذا الحديث أنه لن تخل الارض أبدا من امام حق يعتبر
أكمل الناس، و عدم معرفته يوجب الميتة الجاهلية .
[1] و بنفس المضمون منقول من طرق السنة بما يبلغ التواتر، من جملة الكتب الناقلة : المعجم الكبير، ج 19، ص 388 ; حلية الاولياء، ج 3، ص 224 ; مجمع الزوائد، ج 5، ص 225 ; كنز العمال، ج 1، ص 103 ; مسند أحمد بن حنبل، ج 4، ص 96 ; شرح المقاصد، ج 5، ص 239 .
[2] البقرة (2) : 124 .
اسم الکتاب : موعود الاديان المؤلف : منتظري، حسينعلي الجزء : 1 صفحة : 294