لزادهم [1]
.
و لا محالة أريد بالفقراء: الفقراء و سائر المصارف الثمانية .
ولو فرض ان الله - تعالي - جعل الزكاة في تسعة للمصارف الثمانية و جعل الخمس في سبعة منها المعادن
بسعتها و منها أرباح المكاسب بشعبها جعله للامام و لفقراء الهاشميين فقط بحيث يكون عشر كل
المستفادات للهاشميين فقط لزم منه - نعوذ بالله - عدم احاطة الله باعداد الناس و ارقامهم مع ان زكاة
الهاشميين تكفي لانفسهم اذا لوحظوا بالنسبة الي سائر الناس و الزكاة المفروضة لهم و لا يكفي في ذلك
مارود من ان الزائد من الهاشميين للامام بعد عدم كون المجعولين في البابين متعادلين بالنسبة في مقام
الجعل .
اللهم الا ان يقال - كما احتملناه في كتاب الخمس [2]
- ان الخمس الذي يقسم قسمين
علي القول به خمس غنائم الحرب و لا اقل خمس غير الارباح و اما خمس الارباح فللامام فقط بما انه
امام و حاكم أي لعنوان الامامة و الحكومة كما هو الظاهر من بعض أخبار خمس الارباح كقوله في رواية
ابن شجاع النيسابوري : "لي منه الخمس مما يفضل من مؤونته" و التعبير عنه بحقك في رواية أبي علي بن
راشد "قلت له أمرتني بالقيام بأمرك و أخذ حقك" [3]
.
بل التعبير عن مطلق الخمس بوجه الامارة في خبر رسالة المحكم و المتشابه [4]
.
و قد بينا في محله ان الظاهر عدم وجود خمس الارباح في عصر النبي و الاعصار الاولي بعده و انما جعله
الائمة المتوسطون كالصادقين (ع) و من بعدهما بحسب ضرورة العصر فلعلهم (ع) رأوا عدم انطباق الزكاة
التي وضعها النبي 6 علي الازمنة و الامكنة مضافا الي انحرافها عن مسيرها الصحيح بحسب المصرف
فجعلوا خمس الارباح مكانها و هو منطبق علي جميع الثروات بحسب جميع الازمنة و الامكنة فهو كأنه
زكاة وضعها الائمة (ع) و زمام اختيارها بأيديهم و لعل ما وضعه النبي 6 من التسعة أيضا باق و لكن جعل
خمس الارباح متمما لها. كل هذا محتمل و الجزم محتاج الي تتبع و تدقيق .
و كيف كان فقد ذكرنا الي هنا أربعة وجوه للجمع بين الاخبار في المقام و حيث ان الجمع التبرعي كما
عرفت لايكفي في الافتاء بالاستحباب و الحمل علي التقية أيضا غير خال عن الاشكال و القول بحصر
الزكاة في تسعة أيضا أشكل فالمسألة عندنا باقية بحد الاجمال فالاحوط
[1] الوسائل ج 6 الباب 1 من أبواب ما تجب فيه الزكاة
[2] كتاب الخمس، ص 270
[3] الوسائل ج 6 الباب 8 من أبواب ما يجب فيه الخمس، الحديث 2 و 3
[4] الوسائل ج 6 الباب 2 من أبواب ما يجب فيه الخمس، الحديث 12
اسم الکتاب : كتاب الزكوة المؤلف : منتظري، حسينعلي الجزء : 1 صفحة : 168