اسم الکتاب : الاسلام دين الفطرة المؤلف : منتظري، حسينعلي الجزء : 1 صفحة : 488
و مما ينبغي أن يؤخذ بنظر الاعتبار في هذه الامور والاحوال هو ترتيب الاولويات و
تقديم الاهم علي المهم .
و هناك نوع آخر من التقية، و هو ما يسمي بتقية المداراة التي تعني مراعاة الظرف
الاجتماعي والمذاهب الاسلامية والاوضاع الدولية . و هو ما سيأتي شرحه لاحقا في
قسم الواجبات السياسية .
المشاركة في الحياة الاجتماعية و عدم العزلة
من الحالات التي تسود بين الافراد أحيانا هي نزعة العزلة والانزواء أو الرهبانية، و هو
ما نهي عنه الاسلام و دعا الي المشاركة في ميادين الحياة الاجتماعية . فقد نهت روايات
كثيرة لدينا عن الرهبانية والجلوس في كنف العزلة حتي بذريعة العبادة .
جاء في القرآن (و لاتنس نصيبك من الدنيا) [1] و جاء في رواية : "لا
رهبانية في الاسلام".[2] و جاء في رواية أخري : "و رهبانية امتي الجهاد في سبيل
الله".[3] و قال القرآن في النصاري : (و رهبانية ابتدعوها ما كتبناها
عليهم ) .[4]
كنا قد أشرنا في بحث الامر بالمعروف والنهي عن المنكر الي أن هذا الحكم يدعو الي
ضرورة الاشراف والرقابة الاجتماعية المستمرة لكل أبناء الشعب في ضوء ما تمليه
مسؤوليتهم الشرعية، و من يعتزل الحياة الاجتماعية يعطل هذا الجانب من أحكام الله،
و هي أحكام علي درجة عالية من الاهمية .
ب - الواجبات السياسية - الاجتماعية العامة للمسلمين
بعض الاحكام الدينية شرعت - بغض النظر عما فيها من مسؤولية علي المسلمين
[1] سورة القصص (28)، الاية 77 .
[2] القاضي النعمان، دعائم الاسلام، ج 2، ص 193، الحديث 701 .
[3] النوري ، الميرزا حسين، مستدرك الوسائل، باب 60 من أبواب الدفن، ج 2، ص 401، الحديث 42 .
[4] سورة الحديد (57)، الاية 27 .
اسم الکتاب : الاسلام دين الفطرة المؤلف : منتظري، حسينعلي الجزء : 1 صفحة : 488