اسم الکتاب : الاسلام دين الفطرة المؤلف : منتظري، حسينعلي الجزء : 1 صفحة : 468
يقينه بأن المجتمع المبني علي التقوي لايمكن أن يتحقق من غير وجود نظم وتخطيط
منهجي ، و ليس هناك مروق علي التقوي الاجتماعية أسواء من الفوضي وضياع النظم الاجتماعي .
والفوضي بطبيعتها مدخل للكثير من المعاصي والاثام . لذلك يفضل الحاكم الفاجر علي
حالة الفوضي .[1] و لابد طبعا من أن يكون النظم الاجتماعي مبنيا علي أسس و ركائز و
أهداف منطقية لكي يتبلور قوامه . و نحن نعرض هنا علي بساط البحث مجموعة من هذه
الاهداف ; لكي تتوضح في ضوء ذلك طبيعة السلوك الذي يتوخاه أبناء الامة من الحاكم
الديني .
أ - صيانة الحريات الفردية والاجتماعية
بما أن الغاية من وجود الحكومة هي تنظيم شؤون المجتمع، و لهذا يحق لها التدخل
فقط في الامور الاجتماعية التي لايوجد من يتصدي لها، و لكن لايحق لها التدخل في
الشؤون الشخصية للافراد أو في الشؤون الاجتماعية التي تتولاها جهة غير حكومية، و
أوكلت مهمة الاشراف عليها الي الاخرين، الا اذا كان فيها ما يتعارض مع ضرورات
اجتماعية حكومية، وتثبت بالادلة المنطقية ضرورة تصدي الحكومة لها.
و انطلاقا من هذه الرؤية يجب أن يكون الناس أحرارا في مجالات مثل الزراعة،
والصناعة، والتجارة، والمسكن، والملبس، والاسرة، والتعليم، والسفر، والتجمعات،
والاحزاب، والصحف، و وسائل الاعلام، و ما شابه ذلك، الا اذا كانت هناك ضرورة
تستدعي تدخل الدولة .
من الواضح أن المصالح الاجتماعية والفردية تقتضي أن يكون الناس أحرارا في
شؤون حياتهم، والحكومة ملزمة بمساعدتهم ورعايتهم، و الا فان روح الابداع والانتاج
تضمحل، و لكن ينبغي أن تقوم الدولة بدورها عند الضرورة و معالجة حالات التزاحم
والتعارض .[2]
اذا، تدخل الدولة في مثل هذه الحالات يأتي من باب الاضطرار "الضرورات تتقدر
بقدرها".
[1] الامدي ، غرر الحكم، ص 464، الحديث 10672 .
[2] للاطلاع علي مزيد من المعلومات في هذا المضمار راجع : دراسات في ولاية الفقيه، ج 2، ص 25 - 30 .
اسم الکتاب : الاسلام دين الفطرة المؤلف : منتظري، حسينعلي الجزء : 1 صفحة : 468