responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الاسلام دين الفطرة المؤلف : منتظري، حسينعلي    الجزء : 1  صفحة : 467

و - حسن الخلق

هذا الشرط ليست له معالم واضحة، و لايتسم بالشفافية في العقود والانظمة القانونية المدونة، و لكن له تأثيرا غير خاف لدي كل شعوب العالم، بل ان بعض الامم حكمها أشخاص بحسن الاخلاق والسيرة الحميدة - رغم افتقادهم لشروط أساسية أخري - واستمروا في الحكم سنوات طويلة، و غدوا مثالا و قدوات يحتذي بها نظراؤهم .

كيفية الحكم

القضية المهمة في باب الحكومة الدينية، هي كيف ينبغي أن تتعامل الحكومة مع الشعب . فالحكومة التي تستمد كل كيانها وسلطتها من الشعب - والدين الحنيف أقر صحة هذه العملية - عليها أن ترسم في الخطوة الاولي السبل العملية الموصلة الي الاهداف البشرية والدينية المطلوب من الحكومة تحقيقها. و يمكن ايجاز ذلك بأن الفارق الاساسي الذي يميز الحكومة الدينية عن غيرها من الحكومات، هو دأبها و حرصها علي مداراة أبناء الشعب، و توفير حياة آمنة لهم، واحترام شخصيات المواطنين، والشعور بالمسؤولية ازأهم . جاء في رواية عن الامام الصادق (ع) يقارن فيها بين حكومة بني أمية و حكومة أهل البيت (ع): "اما علمت ان امارة بني امية كانت بالسيف والعسف والجور، و ان امامتنا بالرفق والتألف والوقار والتقية و حسن الخلطة والورع والاجتهاد; فرغبوا الناس في دينكم و في ما انتم عليه".[1]

اذا كان الانسان في حياته الفردية يحتاج الي نظام، و لايمكنه دون ذلك أن يكون علي تقوي أو تدين صحيح، فهو في حياته الاجتماعية أحوج الي ذلك . و انطلاقا من هذه الرؤية يوصي أميرالمؤمنين (ع) ولديه الحسن والحسين (ع) بقوله : "اوصيكما و جميع ولدي و اهلي و من بلغه كتابي بتقوي الله و نظم امركم".[2] كلام الامام هذا يعبر بكل جلاء عن

[1] الحر العاملي ، وسائل الشيعة، الباب 14 من أبواب الامر والنهي ، ج 16، ص 165، الحديث 9 .
[2] الشريف الرضي ، نهج البلاغة، الكتاب 47، ص 421 .
اسم الکتاب : الاسلام دين الفطرة المؤلف : منتظري، حسينعلي    الجزء : 1  صفحة : 467
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست