اسم الکتاب : الاسلام دين الفطرة المؤلف : منتظري، حسينعلي الجزء : 1 صفحة : 452
ذلك يترسخ الانسجام بين الشعب والحكومة .
و أما السلطة القضائية فانها اذا كانت مستقلة عن الحكومة فستكون ملاذا لكل من
يشعر بالغبن . و هناك ينبغي أن يتساوي الحاكم مع غيره من أبناء الشعب في الدعاوي و
اعطاء كل ذي حق حقه، ليشعر الناس كلهم بالاستقرار والامن النفسي .
و لاشك في أن أحد السبل الكفيلة بمنع وقوع الفساد هو التوزيع السليم للمقدرات بين
أبناء الشعب، والتوزيع الصحيح هو أن لايوضع أي فرد أو فئة في موضع يجعله يشعر
بالطغيان ; اذ ليس من الصحيح توفير كل موجبات الطغيان و أسبابه و لوازمه لشخص ثم
يطلب منه العفاف والورع والزهد و عدم ممارسة سلطته المطلقة . فالشأن الاجتماعي
لايبني علي الاحتمالات الضعيفة، و علي الاستثناءات . بل لابد من اتخاذ التدابير العملية
لتلافي الفساد والطغيان، لكي تنتفي موجباته و دواعيه من الاساس .
و يتضح من خلال النظرة العامة، و في ضوء نظرية الانتخاب في الحكم الاسلامي
- في زمان غيبة المعصوم - يحق للشعب أن يبايع الحاكم وفقا لعقد معين، و وضع أي
شرط لايتعارض مع الشريعة، و علي الحاكم أن يلتزم بما يشترطه عليه الشعب . و من
جملة ذلك يمكن للشعب تضييق صلاحيات الحاكم أو توسيعها، و فصل المناصب
السيادية و توزيعها علي عدة أشخاص، أو تعيين مدة محددة لبقائهم في السلطة، أو
ايكال مهمة الاشراف علي القوانين الي شخص، و ايكال مهمة تطبيقها الي شخص آخر، أو
اختيار شكل آخر لحكومتهم الدينية .
و علي هذا الاساس يمكن أن تكون للحكومة الدينية أشكال شتي بما يتناسب مع
متطلبات كل زمان .
الحكومة : وكالة أم ولاية
أ - الوكالة، عقد جائز
الوكالة اصطلاحا عبارة عن عقد جائز يبرم بين الموكل والوكيل، و علي أساسه
تفوض الي الوكيل صلاحيات من الموكل لكي يمارسها نيابة عنه . و هذا التفويض يسمح
اسم الکتاب : الاسلام دين الفطرة المؤلف : منتظري، حسينعلي الجزء : 1 صفحة : 452