اسم الکتاب : الاسلام دين الفطرة المؤلف : منتظري، حسينعلي الجزء : 1 صفحة : 447
لو كان هناك قبول ورضي من أبناء الشعب . في حين أن الحكم الاستبدادي يتخذ القرارات
و يتصرف في شؤون الناس من غير استشارتهم و لا الرجوع الي آرائهم . و بما أنه قائم
خلافا لارادة الشعب فهو غير مشروع . قال أميرالمؤمنين (ع) في كتاب بعثه الي شيعته :
ان رسول الله 6 أخذ علي عهدا فقال : يا ابن أبي طالب، لك ولاء أمتي ، فان ولوك في
عافية و أجمعوا عليك بالرضا فقم بأمرهم، و ان اختلفوا عليك فدعهم .[1]
ب - الحكم الدستوري
نوع الحكم الذي يكون في مقابل الحكم الاستبدادي والتسلطي ، هو الحكم
الدستوري . و في هذا النمط من الحكم تكون المصلحة العامة هي المعيار الاساسي
للقرارات، و تمارس السلطة السياسية عملها في ضوء القوانين الموضوعة لها. و وفقا لهذا
المبدأ تعتبر الحكومة بمثابة أمانة يفوضها الشعب الي الحكام . و علي هذا الاساس
فالحكام منتخبون من قبل الشعب و مسؤولون أمامه .
أمر الله تعالي النبي محمدا6 في القرآن الكريم قائلا: (و شاورهم في
الامر) .[2] فعندما يكون النبي ، مع عصمته، ملزما بالتشاور في ما يتخذه من قرارات،
تتضح لنا حينذاك أهمية الحكم الجماعي ، و ندرك المراد من الاية الشريفة : (و
أمرهم شوري بينهم ) .[3] البلدان التي تبني فيها الحكومة قراراتها علي الشوري
والتشاور و استنادا الي القرآن والسنة و وفقا لما يحكم به العقل، فمعني ذلك أن الحكومة
هناك اسلامية . اذا، فالحكومة الدينية هي تلك التي تحكم وفقا لدين الله و من خلال
التشاور مع الجميع و خاصة العلماء و أهل الاختصاص والخبرة . والحكام فيها منفذون
لارأ الشعب و أحكام الشريعة .
أما في الامور العقلية التي ليس للشريعة المقدسة حكم قطعي فيها، فالمعيار الذي
تتبناه الحكومة هو رأي أكثرية الشعب أو نوابهم و علمائهم : "ثم امض ما يجتمع عليه
اقاويل الفقهاء بحضرتك من المسلمين ...".[4] لان ترجيح رأي الاقلية علي الاكثرية غير
[1] ابن طاووس، كشف المحجة، ص 180 . وللاطلاع علي مزيد من المعلومات حول أدلة شرط انتخاب الحاكم، راجع : دراسات في ولاية الفقيه، ج 1، ص 493 - 511 .
[2] سورة آل عمران (3)، الاية 159 .
[3] سورة الشوري (42)، الاية 38 .
[4] المجلسي ، بحارالانوار، ج 74، ص 252 .
اسم الکتاب : الاسلام دين الفطرة المؤلف : منتظري، حسينعلي الجزء : 1 صفحة : 447